لا بد لنا ان نعرف ماهو الهدف الرئيسي الواجب تحقيقه في العمل ؟
قد يبدو للبعض سؤالاً بديهيا وربما تافها لأن أي عمل هدفه الأساسي زيادة الارباح، لكن الحقيقة شيء آخر لذا دعونا نرى.
هدف الشركة: لكل عمل هدف تسعى الادارة لتحقيقه ودعونا نصيغ الهدف الرئيسي للشركة بالشكل التالي:
تكبير ثروة حملة الاسهم، اي تكبير سعر السهم.
وهذا الهدف لا يخدم بشكل مباشر حملة الاسهم ( المالكين) فقط ولكنه يقدم فوائد للمجتمع من خلال زيادة انتاجية المصادر النادرة.
لفهم هذا الهدف جيدا، سنناقش أولا زيادة الربح Profit Maximization كهدف ممكن للشركة، بعد ذلك نقارنه بتكبير ثروة المساهمين لنرى لماذا تكبير ثروة المساهمين هي الهدف الرئيسي.
زيادة الربح Profit Maximization: في مناهج الاقتصاد الجزئي Microeconomic، يعتبر زيادة الربح هدف الشركة الرئيسي.
على اعتباره يشدد ويحرص على الاستخدام الأمثلي لمصادر رأس المال، لكنه غير محدد ضمن اطار زمني لقياس الربح.
فهل نحن نزيد الربح لهذا العام فقط ، ام خلال مدة اطول ؟
المدير المالي يستطيع ببساطة زيادة الربح من خلال الغاء مصاريف البحوث والتطوير، تكاليف الصيانة الروتينية أو الدعاية.
هذه الاجراءات تزيد الربح على المدى القريب لكن ضررها واضح على المدى الطويل.
اذا كنا نريد ان نبني قراراتنا المالية وفقا لهدف، فإن هذا الهدف يجب ان يكون دقيق وواضح ويأخذ بعين الاعتبار تعقيدات العالم الحقيقي.
في الاقتصاد الجزئي يعتبر تكبير الربح هدف نظري، يستخدمه الاقتصاديون لإثبات كيف تتصرف الشركة منطقيا لزيادة الربح.
لسوء الحظ، هذا الهدف يتجاهل العديد من تعقيدات العالم الحقيقي الواجب وضعها في الحسبان عند اتخاذ القرارات.
في العديد من انظمة التدريب في الادارة المالية، تتعامل الشركات يوميا مع عاملين رئيسيين لا يشملهم هدف تكبير الربح هما:
الغموض Uncertainty والتوقيت Timing.
مناهج الاقتصاد الجزئي تتجاهل الغموض و الخطر لتقدم نظرية اكثر سهولة.
وكما نعلم من الحقيقة الاولى: توجد علاقة قوية ومحددة بين الخطر والعائد المتوقع
وتجاهل هذه العلاقة يؤدي الى اتخاذ قرارات غير صائبة
المشكلة الأخرى بزيادة الربح كهدف، هي انه يتجاهل توقيت عائد المشروع.
اذا كنا مهتمين فقط بربح هذه السنة، فإننا نعلم انه من غير الجائز تجاهل ارباح السنوات القادمة. واذا كنا نقصد به تكبير الربح على المدى الطويل او زيادة معدل الربح فهو ايضا كلام غير واضح تماماً.
إذ ماذا نعني بالربح على المدى الطويل؟
وكما قال احد الاقتصاديين الشهيرين: جميعنا سنكون موتى على المدى الطويل.
تبقى نقطة اخيرة هي ان الربح كرقم لا يعبر حقيقة عن ماهو جيد او سيئ للشركة، لهذا فإن عوامل الغموض والتوقيت في الواقع العملي تدفعنا للنظر ابعد من هذا الهدف البسيط، والبحث عن هدف يكون مرجعا لقراراتنا ويأخذ تعقيدات الواقع العملي بالحسبان.
هدف الادارة المالية في الشركة:
المدير المالي يتخذ قراراته لمصلحة حملة الأسهم في الشركة، لذلك فنحن بحاجة ماسة للإجابة على السؤال التالي من وجهة نظر حملة الأسهم: ما هو القرار الجيد ؟
اذا فرضنا ان حملة الاسهم يشترون الاسهم ليربحوا منها فرق السعر (ربح في رأس المال capital gain) فالجواب يكون واضح: القرار الجيد هو الذي يزيد قيمة السهم, والقرار السيء هو الذي يخفض قيمة السهم.
اذا الهدف الأنسب للإدارة المالية يمكن ان نعبر عنه بالشكل التالي: هدف الادارة المالية تكبير القيمة الحالية للسهم ( زيادة سعره ).
وهذا الهدف يتلافى كل العيوب التي ناقشناها سابقا من الغموض الى التوقيت اذ لا توجد مشكلة المدى القريب والطويل.
يبقى سؤال أخير: ما هو هدف الشركة التي لا تتعامل بالأسهم ؟ الجواب ببساطة : تكبير القيمة السوقية للشركة.
بعد ان علمنا ان الهدف الرئيسي للشركة هو تكبير سعر السهم، يحق لنا ان نتساءل هل زيادة سعر الاسهم مفيد ام مضر للمجتمع ؟
1- تكبير سعر الاسهم يحتاج الفعالية والكلفة القليلة مع النوعية العالية للمنتجات والخدمات بأقل كلفة ممكنة.
2- تكبير سعر الاسهم يحتاج تطوير المنتجات والخدمات التي يحتاجها المستهلك لهذا فإن طلب الربح يقود الى تقنيات جديدة ولمنتجات جديدة وبالنهاية فرص عمل جديدة.
3- تكبير سعر الاسهم يتطلب فعالية ومقدرة و خدمات ممتازة. لهذا فإن معظم الأعمال التي تعتمدها الشركة لزيادة سعر الأسهم مفيدة للمجتمع.
العوامل التي تؤثر على سعر السهم:
توجد العديد من العوامل التي تحدد او تأثر على سعر السهم حاولت ان اجملها على الشكل التالي:
1- عوامل خارجية:
أ- القوانين والتشريعات التي تحمي وتنظم التجارة والاعمال عموما.
ب- سياسة البنك المركزي.
ج- القوانين الدولية.
هذه العوامل الخارجية تؤثر على:
2- استراتيجية الشركة المعتمدة من قبل الإدارة:
أ- انواع المنتجات او الخدمات التي تقدمها الشركة.
ب- طرق الإنتاج المتبعة.
ج- عمليات البحث والتطوير.
د- نسبة الدين المستخدمة في التمويل.
ر- سياسة توزيع الأرباح.
استراتيجية الشركة تؤثر على:
أ- التدفق النقدي المتوقع، وايضا مستوى النشاط الاقتصادي والضرائب تؤثران بالتدفق النقدي.
ب- توقيت التدفق النقدي.
ج- الخطر المتعلق بالتدفق النقدي.
هذه العوامل الثلاث لها تأثير مباشر على سعر السهم، وأيضا شروط السوق تؤثر بشكل مباشر على سعر السهم.
نلاحظ مما سبق ان هناك جملة من العوامل تتحكم بسعر السهم.
- بالرغم من ان التوجه الحديث في التمويل الإعتماد على التدفق النقدي كمعيار لقياس
أداء الشركة، إلا ان ادوات القياس المحاسبية التقليدية لا تزال تستخدم مثل ربحية السهم الواحد(Earning Per Share (EPS ومقدار الربح Net Income وادوات أخرى سنتعرض لها لاحقا وذلك:
1- لسهولة استخدامها وفهمها.
2- لأنها تحسب وفقا لمعايير مهنة المحاسبة والتي تعكس افضل ما لديها لقياس الأداء المالي للشركة. 3- مقدار الربح Net Income يعكس قدرة الشركة على انتاج التدفق النقديCash Flow.
ملاحظة يتم حساب EPS على الشكل التالي:
ربحية السهم الواحد = صافي الربحNet Income \ عدد الأسهم المتداولة.
يوجد رابط قوي بين ربحية السهم الواحدEPS و التدفق النقديCF وسعر السهم اذ جميعهم تزداد قيمتهم اذا زادت مبيعات الشركة.
يجب ان نعلم ان سعر السهم لا يعتمد فقط على أرباح اليوم او التدفق النقدي الحالي، بل أيضا على التدفق النقدي المستقبلي Future Cash Flow وعلى الخطر المرتبط بأرباح المستقبل.
كما ان الإجراءات التي تتخذها الشركة ليس بالضرورة تؤدي لزيادة الأرباح وسعر الأسهم بنفس الوقت اذ ان بعض الإجراءات ربما تزيد الأرباح لكنها تخفض سعر السهم،وأخرى ربما تزيد سعر السهم لكنها تخفض الأرباح.
مثال: شركة تزيد مصاريفها اليوم بشكل كبير لتحسين أداء العمل مستقبلا.
هذه المصاريف ستقلل ربحية السهم الواحدEPS، لكن سعر السهم سيتحسن اذا اعتقد السوق انها ستحسن الأرباح بشكل ملحوظ في المستقبل.
بالمقابل: ربما تتخذ الشركة اجراءات لتحسين الأرباح اليوم لكنها ستقلل سعر السهم اذا اعتقد السوق ان الإجراءات ستخفض الأرباح في المستقبل او تزيد خطر الشركة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق