تابع جديد المدونة عبر:

تحكم بالخسارة قبل أن تتحكم بك

العديد من المضاربين يتداولون (بيع – شراء) الأسهم من غير أي سند بمعنى آخر من غير خطة وحيث أنه لا يتم تحديد الهدف الرئيسي من المضاربة (الربح والخسارة). وحتى إذا كان هناك خطة فهم لا يلتزمون بها وخاصة عند الخسارة في حين أن البعض الآخر يقوم بعمليات مضاربة مبالغ فيها مما يقوده إلى التخلي عن حذره والوقوع في دائرة الخسارة .


حيث كان للعامل النفسي دورا بارزا في هذا والذي بدأ يبرز بصورة واضحة خلال السنوات الماضية مما دفع الكثيرين لدراسة السلوك الفردي للمضاربين للحاجة إلى فهم هذا السلوك ومعرفة نقاط الضعف في هذا السلوك .

 و التعرف على سلوك الفردي للمضارب تعني التعرف على قدراته والتعرف على نقاط القوة والضعف، وبالتحديد الضعف حيث أن معرفة نقاط الضعف يجنبه الخسارة (الألم) . والمضارب يحاول تجنب الأفعال التي تتسبب في الشعور بالندم (والندم هو شعور عاطفي داخلي سلبي ينتج عن اتخاذ الفرد فنياً قرار خاطئ) ومن ثم الألم في حين هو يبحث عن الأفعال التي تضفي عليهم شعور الزهو(الزهو هو شعور إيجابي ينتج عن قرار صائب أصاب فيه الهدف) .

 والابتعاد عن الندم والبحث عن الزهو يؤثر على قرارات وسلوك الفرد عند القيام بعمليات المضاربة حيث أن هذا السلوك النفسي له تأثير كبير عند اتخاذ قرار البيع والشراء لدى المضارب . ولكن كيف يؤثر هذا السلوك على قراراتنا ؟ وحتى نجيب على السؤال لنتحاور قليلاً لنصل إلى الهدف وهو التعرف على تاثير الندم والزهو عند تحقيق الربح في النهاية . لنفرض أنك تريد شراء أسهم شركة ما وليس لديك سيولة مما يدفعك للتفكير ببيع بعض من أسهمك ..
أي من الأسهم ستبيع حتى تتوفر السيولة ؟ والآن الخيار لك …


مما سبق يتضح لنا أن التخلص من الأسهم التي حققت خسائر هو الأصوب ولكن هذا لا يعني بيع كل الأسهم الخاسرة ولكن عدم التعلق بهذه الأسهم لمدة طويلة وهذه نزعة نفسية موجودة في داخل كل واحد فينا ، لأن عدم بيعها يضفي علينا شعور بأننا لا نزال نتحكم بالمضاربة وإننا لم نخسر وأن مجال استرجاع المال وارد بشكل كبير (وهذه النزعة تجنبك الشعور بالندم والألم وتحتفظ بالزهو حتى يحين للوقت المناسب). (ولهذا نلاحظ أن للندم والزهو تأثير واضح عند اتخاذ أي قرار) .

 ولنعمق الصورة أكثر من خلال هذا السؤال: هل أننا من المضاربين الذين لا يبيعون ويتمسكون بالخسارة ؟

• أنا سأبيع السهم حالما يرتفع السعر الذي قمت بشراءه .

• السهم انخفض لدرجة أنه لا يمكن أن ينخفض أكثر .

• السهم انخفض كثيراً لدرجة أنني لا يمكنني بيعه .

إذا كانت إجابتك بنعم لأحدى النقاط أعلاه فأنت تتمسك بالخسارة .

مما يعني أن نزعة الندم هي التي تضغط على قراراتك . حيث أن هذه النزعة تعتقد أنها تجنبك الألم في حين أنها قد تزيد من خسائرك . للتغلب على هذه النزعة يجب علينا أن نتعلم كيف نحب الخسارة ونكره الربح الكثير . وللتحكم في هذه النزعة والسلوك يجب علينا التفكير في تكتيكات تتناسب مع شخصياتنا حتى نتعرف على مستوياتنا من ناحية الترتيب الفعلي والرغبة في إتباع خطة معينة .


ومن هذه التكتيكات :-


• اعرف ما الذي تستطيع خسارته:


قبل الدخول في أي عملية مضاربة .. عليك حساب المبلغ الذي يمكنك تحمل خسارته إذا هبطت أسعار أسهمك ، فإذا كان ذلك يمثل 15% – 20% من رأس المال فعليك تحديد حجم الخسارة عند هذا الرقم وخاصة مع الأسهم ذات التذبذب العالي . فإن هذا الأسلوب يعتبر أداة معبرة إذا كان الحفاظ على رأس المال أولوية قصوى. وهذا يساعدك على التعامل مع الخسائر حتى لا تشكل لك كارثة مالية .
• اعرف نقطة البيع والخروج من السهم قبل أن تحدد نقطة الشراء (الدخول):


ومن المقولات الشائعة في الأسواق أن البيع في الوقت المناسب هو تحدي العمر ويشبه ذلك المشي على حبل مشدود ولذلك يتعين عليك الحفاظ على توازنك لمعرفة وقت بيع الأسهم . ولهذا يجب عليك تحديد نسبة ما تستهدفه عند وضع نفسك في موضع الخروج والدخول ، حيث ينصح بتسجيل هذا الرقم وتعهد بالالتزام به حتى لو بدأت تفكر أن تتجاوزه . إن القول المصاحب “دع الأرباح تناسب” قول جميل إذا لم يكن عندك مانع من إضافة المخاطرة المصاحبة لذلك .


استخدم تكتيك تحديد الخسائر لحمايتك من الخسائر الكبيرة


• يجب أن تتذكر دائما كيف يمكنك أن تتجنب الشعور بالندم:

وللتغلب على هذه المشاعر “خذ ورقة وأكتب عليها (أنت تنظر إلى الشخص المسؤول عن أموالك) وألصقها على المرأة. لأن معظم المضاربين يمرون بتجارب فاشلة وخسائر فادحة في عمليات المضاربة ولهذا يصبحون حذرين جداً ولا يخاطرون بدرجة كبيرة وحتى أنهم لا يخاطرون بقدر كبير من المال حيث أن الشعور بالندم والألم هو المسيطر عليهم ويصبح أكثر ضرراً مع مرور الزمن عندما يجلس أكثر على دكة الاحتياط.

كثيراً ما يموت الجبناء


الكاتب :- فهد التميمي




0 التعليقات :

إرسال تعليق