يستحيل أن يكون الفشل غاية في نظرة أي إنسان عاقل، ولكن هناك بعض - أو حتى الكثير من - فوائد الفشل التي تستحق التنبه. تجاوز هذه الفوائد وتجاهلها هو هدر لطاقاتنا ومشاعرنا بينما التعاطي المبالغ فيه مع الفشل هو مدخل لليأس والقنوط.
الفشل نتيجة حتمية لكثير من تجاربنا، بل إن إمكانية حدوثه تكاد أن تكون مؤكدة في حياة الكل. لذا يجب على العاقل النبيه الذي يسعى لتخطي السلبيات والعوائق وإتمام حياته ولو بالحد الأدنى من الإنجاز والنجاح أن يدرك طبيعة و أساليب و فوائد هذا المدعو :
فشل! يجدر التفريق كذلك بين الفشل في الدنيا و فشلنا في الآخرة. الأخير هو الفشل الحقيقي المؤلم الذي لا يتمناه أحد. فشلنا في الدنيا يصبح في جوهره من أعظم النجاحات إذا كان يبعدنا ولو بخطوة واحدة عن الفشل الآخروي !!
نسمع اليوم الكثير من العبارات التي تمتدح الفشل، خصوصاً ذلك الفشل الذي يقربنا ببطء - و لكن بتماسك - من النجاح، تعدد هذه العبارات و تناقلها هو تأكيد مباشر وواضح لدور الفشل المهم في تعبيد طريق النجاح، و قصص العظماء شاهدة على ذلك.
من الفشل نتعلم حقيقة الحياة بأسلوب التلقيم الفوري المباشر و التجربة الشخصية الحية، و من الفشل نتأكد من استحاله النجاح المستمر التام الذي لا ينقطع، و هذا درس مهم جداً، يجعلنا نعي الجزء الاكبر من واقع الحياة.
النجاح الذي لا يرتكز على فشل لن يصمد أمام أضعف اشكال الفشل. فالفشل، تجربة معرفية غنية، تصل الى ذواتنا بطرق حية يستحيل محاكاتها بأي أسلوب مستصنع آخر.
من الفشل كذلك، نستطيع استشعار الفرق بين شرف الهزيمة و خزي الكسل و الهوان. وعن طريقه نتعرف - ونحذر من - تجارب عديدة لا تلائمنا، بعد أن نخوضها بكل تفاصيلها. الفشل عظيم لأنه يعرفنا بأوجه القصور التي يعجز اقوى نجاح عن اكتشافها و يوضح لنا الفرق بين أخطائنا وأخطاء آخرى لا علاقة لنا بها - كقصور البيئة من حولنا.
الفشل تجربة ثرية تضع بين أيدينا أقوى أدوات التشخيص الموضوعية ذات الفعالية العالية. و هذا ما يجنبنا الإعتماد على أراء الغير التي ترمى بلا سند أو دليل، فنعرف أوجه القصور بموضوعية و حيادية لا مثيل لها! و نحن برغبتنا المطلقة، نقرر الإعتماد علي هذه الأدوات المفيدة أو تجاهلها و التمرغ في نهايات تعيسة لا تفارقنا.
مراجعة الفشل تجعله تجربة فريدة ذات معنى عميق يستفاد منه و فرصة للتأمل احياناً، في حين تجاهل الفشل يجعله تجربة غثيثة قابلة للتكرار محفزة للخسائر و الإحباطات المستمرة.
الهدوء و التعامل مع الفشل بحكمة يعظم فوائده ويجسدها أمامنا و في المقابل، التسرع يعمق الصدوع التي يحدثها و يؤخر فرصة الإستفادة من هذه الدروس لبعض الوقت. و لكن الصدع الذي يحدثه الفشل هو افضل مكان لصب مادة النجاح و ترسيخها في اشخاصنا. لذا، نجد قاهر اليأس لا يخجل من هذه الصدوع، بل ويتعمد البناء عليها لتجاوز الصعاب و العوائق.
بعض الفشل وسيلة و أداة للنفع و البناء، لذا قد يكون من الأنسب أن نطلق عليه: أداة بناء، و إن ظهرت لنا مغلفة بأوراق الهدم و الأحزان. على العاقل النبيه أن يحذر من الفشل القبيح و يفرق بينه و بين الفشل الذي يستفاد منه، فالأول ضبابي مبعثر متكرر بلا حدود واضحة يتصل ببعضه و لا يكاد ينتهي، حتى يصبح من العادات التي لا تعود على الشخص بأي نفع بل إحباط يجر إحباط! ما أعذب و أجمل الفشل الذي يختصر في درس مستخلص سريع، نقف عنده مؤقتاً، ثم نتجاوزه نحو النجاح بكل ثقة و إقتدار.
طلال كمال الجديبي
الفشل نتيجة حتمية لكثير من تجاربنا، بل إن إمكانية حدوثه تكاد أن تكون مؤكدة في حياة الكل. لذا يجب على العاقل النبيه الذي يسعى لتخطي السلبيات والعوائق وإتمام حياته ولو بالحد الأدنى من الإنجاز والنجاح أن يدرك طبيعة و أساليب و فوائد هذا المدعو :
فشل! يجدر التفريق كذلك بين الفشل في الدنيا و فشلنا في الآخرة. الأخير هو الفشل الحقيقي المؤلم الذي لا يتمناه أحد. فشلنا في الدنيا يصبح في جوهره من أعظم النجاحات إذا كان يبعدنا ولو بخطوة واحدة عن الفشل الآخروي !!
نسمع اليوم الكثير من العبارات التي تمتدح الفشل، خصوصاً ذلك الفشل الذي يقربنا ببطء - و لكن بتماسك - من النجاح، تعدد هذه العبارات و تناقلها هو تأكيد مباشر وواضح لدور الفشل المهم في تعبيد طريق النجاح، و قصص العظماء شاهدة على ذلك.
من الفشل نتعلم حقيقة الحياة بأسلوب التلقيم الفوري المباشر و التجربة الشخصية الحية، و من الفشل نتأكد من استحاله النجاح المستمر التام الذي لا ينقطع، و هذا درس مهم جداً، يجعلنا نعي الجزء الاكبر من واقع الحياة.
النجاح الذي لا يرتكز على فشل لن يصمد أمام أضعف اشكال الفشل. فالفشل، تجربة معرفية غنية، تصل الى ذواتنا بطرق حية يستحيل محاكاتها بأي أسلوب مستصنع آخر.
من الفشل كذلك، نستطيع استشعار الفرق بين شرف الهزيمة و خزي الكسل و الهوان. وعن طريقه نتعرف - ونحذر من - تجارب عديدة لا تلائمنا، بعد أن نخوضها بكل تفاصيلها. الفشل عظيم لأنه يعرفنا بأوجه القصور التي يعجز اقوى نجاح عن اكتشافها و يوضح لنا الفرق بين أخطائنا وأخطاء آخرى لا علاقة لنا بها - كقصور البيئة من حولنا.
الفشل تجربة ثرية تضع بين أيدينا أقوى أدوات التشخيص الموضوعية ذات الفعالية العالية. و هذا ما يجنبنا الإعتماد على أراء الغير التي ترمى بلا سند أو دليل، فنعرف أوجه القصور بموضوعية و حيادية لا مثيل لها! و نحن برغبتنا المطلقة، نقرر الإعتماد علي هذه الأدوات المفيدة أو تجاهلها و التمرغ في نهايات تعيسة لا تفارقنا.
مراجعة الفشل تجعله تجربة فريدة ذات معنى عميق يستفاد منه و فرصة للتأمل احياناً، في حين تجاهل الفشل يجعله تجربة غثيثة قابلة للتكرار محفزة للخسائر و الإحباطات المستمرة.
الهدوء و التعامل مع الفشل بحكمة يعظم فوائده ويجسدها أمامنا و في المقابل، التسرع يعمق الصدوع التي يحدثها و يؤخر فرصة الإستفادة من هذه الدروس لبعض الوقت. و لكن الصدع الذي يحدثه الفشل هو افضل مكان لصب مادة النجاح و ترسيخها في اشخاصنا. لذا، نجد قاهر اليأس لا يخجل من هذه الصدوع، بل ويتعمد البناء عليها لتجاوز الصعاب و العوائق.
بعض الفشل وسيلة و أداة للنفع و البناء، لذا قد يكون من الأنسب أن نطلق عليه: أداة بناء، و إن ظهرت لنا مغلفة بأوراق الهدم و الأحزان. على العاقل النبيه أن يحذر من الفشل القبيح و يفرق بينه و بين الفشل الذي يستفاد منه، فالأول ضبابي مبعثر متكرر بلا حدود واضحة يتصل ببعضه و لا يكاد ينتهي، حتى يصبح من العادات التي لا تعود على الشخص بأي نفع بل إحباط يجر إحباط! ما أعذب و أجمل الفشل الذي يختصر في درس مستخلص سريع، نقف عنده مؤقتاً، ثم نتجاوزه نحو النجاح بكل ثقة و إقتدار.
طلال كمال الجديبي
0 التعليقات :
إرسال تعليق