تابع جديد المدونة عبر:

ايدولوجيا اقتصادية

” أنني لا استطيع أن أتصور كيف يستطيع الإنسان اليوم أن يكف عن أن يكون منتجاً ومستهلكاً إلا إذا أصبح فقيراً وعفيفاً” البرتومورافيا .

الايدولوجيا الاقتصادية من المواضيع الهامة والحساسة التي تخفي ورائها مصالح ذات أبعاد اقتصادية هامة على مستوى العالم والتي تزيد أهميتها من خلال الأزمات المالية، دعونا نوضح ما نرمي له من معنى الايدولوجيا الاقتصادية، سنتحدث عن الحاجات الأساسية والكمالية لسد حاجة الأفراد، أولا يجب أن نعلم أن النظم الاقتصادية متعددة من حيث الطريقة والمضمون ومنها كما هو معروف (النظام الاقتصادي الاشتراكي، والنظام الاقتصادي الرأسمالي، النظام الاقتصادي الإسلامي) .

سوف نتطرق في الحديث عن النظام الرأسمالي لما يمتلكه هذا النظام من سيطرة على أهم المنتجات الأساسية والكمالية في العالم، ومن هنا يجب علينا معرفة  أن النظام الرأسمالي لا يعمل على إشباع حاجات الفرد الحقيقة أو الأساسية فقط، بل يخلق لها حاجات أخرى تسمى ” الكماليات”، يكون الهدف من ابتكارها وتسويقها هو تحقيق الربح من جهة والتوسع العالمي لهذه الشركات من جهة أخرى.

 أو السعي لكي تصبح ما تسمى بـ (شركات متعددة الجنسيات)، حيث تبدأ هذه الشركات باستخدام أخطر الأساليب في الترويج لمنتجاتها وهو الإعلان بجميع أشكاله التقليدية والحديثة ومن أهم هذه الطرق هي الإعلان المرئي الذي برز دوره المؤثر والفعال خلال القرن الحادي والعشرين، ويبدأ هذا الإعلان في أقناع الأفراد بهذه المنتجات التي تتحول بالتدريج من الكماليات إلى الأساسيات، ومن الملاحظ في البلاد الرأسمالية مثل الولايات المتحدة الأمريكية صرف ملايين الدولارات على أنواع متعددة ومختلفة من الكماليات.

 دعونا نوضح ذلك بمثال بسيط هو (السيارات الفاخرة) حيث تقوم هذه الشركات بصنعها وتغيرها عاماً بعد عام، والتي لا يحتاج الفرد مثلا إلى ربع طاقتها التي تسير بها، فما هو سبب تغييرها كل عام؟

من هنا يدخل عامل ثاني بالغ الأهمية وهو الإعلان والترويج لهذه السيارات بأحدث أساليب البحث النفسي أو ما يسمى ( العامل النفسي ) ليبث في نفوس الأفراد اقتناعاً زائفاً ورائه ما يسمى ( ايدولوجيا اقتصادية) هدفها أقناع الأفراد بأن قيمتهم الاجتماعية يحددها هذا الطراز من السيارات التي يركبونها وبأن فخامة السيارة وقوة محركها وشكلها الجذاب والساحر وسعرها المبالغ فيه من أهم علامات علو المكانة الاجتماعية وهكذا تفسد طباع الناس وتخلص فيهم عادات سلوكية سطحية.

 وتبدأ معالم العقلية الاستهلاكية في النضوج على هذا النحو من الثقافة المالية والتي يجب علينا أن نعي لها جيداً حتى لا تتغلغل في عادتنا الثقافية مثل تلك الأيديولوجيات المقنعة.

الكاتب:- حسين الغزوي

0 التعليقات :

إرسال تعليق