تابع جديد المدونة عبر:

لكي تنجح عليك أن تحب ما تعمل .. وليس أن تعمل ما تحب

من المسلمات التي لايمكن التغافل عنها ان هناك ما يسمى بحلاوة المناصب التي تجعل من الرئيس ذا هيبة ووقار جديرين بالاحترام من قبل المرؤوس.ان هذا الانطباع تولد لدي من تجربة انتابتني وانا حديثة عهد بالوظيفة وما ادراك ما الوظيفة.

والحق يقال ان ليس كل رئيس يكره مرؤوسيه كما انه ليس بالضرورة ان يحبهم.

فكيف نجعل الرئيس والمرؤوس يشعران بأن مناصبهما ما هي الا مجال واسع للتنافس الشريف في سبيل تقديم خدمة جيدة لعملاء جادين راغبين وبشدة في تلبية احتياجاتهم غير مبالين بما يحدث خلف كواليس السلك الوظيفي الممتد داخل المنشأة التي توجهوا اليها دون غيرها.

لا ادري لماذا يشعر البعض حين التحاقه بوظيفة معينة -ايا كانت هذه الوظيفة - انه مخلد فيها، وان الدوام الوظيفي سيبقى كما هو عليه الى الابد والدوام لله.

اتمنى من كل موظف في القطاع الحكومي قبل الخاص ان يستشعر انه في ملعب وانه حتما سيغادر ارض هذا الملعب حيا او ميتا.. اتمنى ان يعمل كل موظف على تحسين ذكراه قبل المغادرة.. ان يتعلم كيف يتواصل مع الزملاء على مختلف درجاتهم الدنيا والعليا.. ويتواصل بتواضع مع المراجعين من مختلف الفئات والطبقات.. ويتعامل مع الانتكاسات المهنية ويعرف كيف يراوغها ليجعل منها دافعا قويا نحو نجاحاته الوظيفية.

هناك حكمة معبرة تقول: عليك ان تحب ما تعمل.. وليس ان تعمل ما تحب. فكثير من الشباب في هذه الايام التي انتشرت فيها البطالة يلتحق بوظيفة لم يكن ليحلم بها يوما من الايام ولكنه لانه اقلم نفسه للوصول الى هدف معين تجده يحاول ان يحب عمله ويتقنه وهذا هو الاسلوب الامثل لتحقيق نتائج مرضية مستقبلا.. من الاشياء التي تجعلك تحقق الاندماج في عملك فتصبح محبوبا هي حب التعاون والمشاركة بالرأي، بالمعرفة، بالمهارات وببناء العلاقات الجيدة التي لا تعتمد على المصلحة البحتة.
قد تختلف مع زملاء وقد يأخذون موقفا سلبيا منك ولكن اجعل وعيك بسلوكك ومعرفتك بنقاط قوتك وضعفك وتفهمك لردود الافعال المتباينة وابتعادك عن اللوم والنميمة والجدال اجعل كل ذلك يحول الحياة الوظيفية الى مناخ تسوده المتعة وتصبح بيئة العمل اكثر فاعلية حتى في احلك الظروف.

حاول ان تستخدم عبارات الشكر والامتنان والاعتذار غير المبالغ فيه قدم ذلك كله ليس لرئيسك فحسب بل للمراسلين وللفراشين وللزملاء الذين لاتربطك بهم علاقة عمل مباشرة حتى للمراجعين الذين فضلوا منشأتك للتعامل معها وفيها فهذا ادعى الى خلق اجواء عمل تحقق الشعور بالرضا لكل الاطراف.
كن متواضعا ولكن دون ان تتوسل او ان تنحني لان الانحناء يكسر الظهر احيانا والخضوع الزائد عن الحد لايرفع المرء الى منزلة التواضع وتذكر «ما تواضع احد لله الا رفعه».. اعمل بوصية حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعلم من المهد الى اللحد واعلم انه ليس للعلم سن محددة نتوقف عندها واعلم ان باب التعليم مفتوح دائما.

انتبه: اذا اجتاحتك رياح التغيير وتم نقلك من مدينة الى اخرى او من قسم الى اخر او من منصب عال الى اقل درجة فلاتترك لاعصابك وقتا لان تتحطم وبادر على الفور الى التحضير للمرحلة الجديدة من حياتك.. كن ذكيا في تحديد وتجديد اهدافك واولوياتك ومن ثم اعمل بجد وبطيب نفس وخاطر فذلك اجدر بأن يرفع شأنك وليس مسماك الوظيفي فحسب.

حنان محمد الغامدي - جدة

0 التعليقات :

إرسال تعليق