اتخاذ القرار من أصعب الأمور التي تقابل الشخص في حياته، فالقرار يتخذ لتحقيق أمر نريده في حياتنا، أو للخروج من مشكلة تواجهنا، وهذه القرارات التي تُتخذ قد تكون قرارات مصيرية تؤثر في حياة الشخص، كالطلاق، فهو قرار صعب لأن تأثيره يتعدى على جميع أفراد الأسرة وقد يلحق بهم الضرر، وكالالتحاق بكلية واختيار التخصص فهو قرار صعب .
لأن تأثيره يستمر معك مدى الحياة، وهناك قرارات لا تؤثر كثيراً كاختيار وجبة الغداء، أو الذهاب لبعض الأصدقاء، فالقرارات تتفاوت في درجتها وخطورتها ولهذا لابد أن تكون هناك آلية صحيحة يستخدمها المرء في اتخاذ القرارات، ولا سيما القرارات المصيرية التي يترتب عليها تغيير مواقف وبناء حياة، وبقدر ما يكون المرء قادراً على اتخاذ القرار الصائب بقدر ما يكون نجاحه.
آليات اتخاذ القرار
أولًا ـ حدد المشكلة:
وهذه هي خطوة جوهرية، حيث يرى بعضهم أن التحديد الدقيق للمشكلة يُمثل نصف الطريق للوصول إلى القرار الصائب، كما أن التحديد غير الصائب لها يجعل جميع الجهود التالية تضيع سُدًى، وهناك بعض الأمور التي يجب أن تراعى أثناء عملية تحديد المشكلة:
1. لابد من التفريق بين المشكلة الرئيسة والمشكلات الفرعية المشتقة منها.
2. لابد أن يدرك الشخص أن المشكلة قد تنطوي على بعض الفرص المتوقعة يجب اقتناصها، أو بعض التهديدات المحتملة يجب تجنبها أو الحد من آثارها السلبية.
3. ينبغي تجزئة المشكلات الكبيرة إلى مشكلات فرعية، مما قد يساعد على تبسيطها وسرعة حلها.
4. الاستعانة بأكثر من رأي في توصيف المشكلة وعدم الوقوف على رأي واحد فقط، ولا سيما ممن لديهم خبرة ودربة.
5. لابد من صياغة المشكلة في جملة واحدة تُعرِّف المشكلة بأكبر قدر ممكن من الدقة.
وحتى تكون قد أنجزت هذه الخطوة بنجاح، لابد وأن تكون قادرًا على الإجابة عن هذه الأسئلة:
1. ما العناصر الأساسية التي تتكون منها المشكلة؟
2. أين تحدث المشكلة؟
3. متى تحدث المشكلة؟
4. كيف تحدث المشكلة؟
5. لماذا تحدث المشكلة بهذه الكيفية وفي هذا التوقيت؟
ثانيًا ـ حدد البدائل:
تأتي هذه المرحلة بعد تحديد المشكلة، وهي تنطوي على تحديد كل الطرق والمسارات للوصول إلى حل للمشكلة، وهناك طريقة لتوليد بدائل جديدة ومبتكرة وذلك بأسلوب العصف الذهني، وسنحاول فيما يلي أن نُبين بإيجاز الخطوات اللازمة لاستخدام هذا الأسلوب:
1. اجتمع مع بعض من تثق فيهم واطلب من كل واحد منهم أن يضع حلًّا للمشكلة.
2. قم بتسجيل تلك الأفكار.
3. لا تنتقد أي فكرة مطروحة، ولا تسخر منها بأي وسيلة كانت.
4. حاول التوصل إلى أكبر عدد ممكن من الأفكار.
5. قم بتشجيع الأفكار التي يتم طرحها حتى تُشجِّع الآخرين لطرح أفكار أخرى.
6. بعد جمع جميع البدائل التي قد تحقق الهدف، قم بتحليل مبدئي لإمكانية التنفيذ.
7. استبعد البدائل الضعيفة التي تم التأكد من عدم إمكانيتها للتنفيذ.
ثالثًا ـ اختر البديل المناسب:
بعد القيام بمقارنة أولية بين البدائل، قم باستبعاد بعض الخيارات الضعيفة، ويبدو أن الخيارات الباقية يتوازن كل منها مع الآخر، فالبديل (أ) مثلًا أفضل من البديل (ب) في أهداف معينة، ولكنه أسوأ منه في أهداف أخرى؛ ولذا فعليك أن تتخلى عن شيء من الأهداف؛ لتحقيق المزيد في هدف آخر.
وإذا أردت أن تختار البديل الأفضل فعليك:
1. أن تحدد الهدف من هذا القرار.
2. وضع معايير للتقييم تبعًا لهذا الهدف الذي تم تحديده.
3. وضع أولويات نسبية للمعايير.
4. دراسة كل بديل وفقًا للمعايير الموضوعة.
5. التوصل إلى البديل الذي يحقق أفضل النتائج.
رابعًا ـ اتخذ قرارك:
بعد التوصل إلى البديل الأفضل قم بوضع خطة بالإجراءات التي سيتم اتخاذها، والأشخاص الذين سيقومون بها، ثم ضع معايير لتقييم النتائج حتى تتمكن من مقارنة النتائج المحققة وفق المعايير المطلوبة، وتذكر دائمًا أن المتابعة على الدرجة نفسها من الأهمية كالقرار ذاته، يقول ويليام جيمس: إنه عندما تصل إلى القرار، وتشرع في تنفيذه، عليك بأن تصرف النظر عن كل المسؤوليات وتهتم فقط بالنتيجة.
الكاتب : وائل رمضان
0 التعليقات :
إرسال تعليق