وفي مثل هذه الحال تبرز عوامل كثيرة ينبغي على المستثمرين التفكير بها ملياً. وتلعب عوامل مثل تقويم سوق الأسهم والنمو الاقتصادي المتوقع للبلاد وتصرفات البنك المركزي أدواراً مهمة في الاقتصاد وتالياً خمسة عوامل تقود إلى زيادة أسعار الأسهم:
1- مزاج السوق: يستحيل من خلال المتابعة اليومية توقع ماذا سيحدث لأسواق الأسهم في العالم. ونجد في أسبوع أن السوق تزدهر بصورة أفضل مما تتوقعه المؤشرات الاقتصادية وفي اليوم التالي تتراجع الأسعار بسبب مستجدات معينة خاصة ما يتعلق بأزمة الديون السيادية في أوروبا . ويذهب المحللون إلى الجزم أن ليست هناك توقعات وهي واحدة من الأسباب التي يركزون فيها أكثر على المدى البعيد.
2- آمال النمو: تثبت الأبحاث على مدى سنوات مضت أن ارتفاع إجمالي الناتج المحلي لا يترجم بالضرورة إلى زيادة عائدات الأسهم في بلد معين. وأن العلاقة القائمة بين الاثنين هي في الواقع علاقة سلبية. ولنأخذ على سبيل المثال الصين . فمنذ بداية العام 1993 وحتى نهاية العام 2009 نما إجمالي الناتج المحلي الصيني بوتيرة سنوية وصلت إلى 11% وهو ما جعل الصين تحتل المكانة الأولى بين الأقطار الممثلة في مؤشر يضم جميع أسواق الدول الناشئة بحسب بحث نشر في مجموعة هيكمان جلوبال الاستشارية . وخلال الفترة ذاتها عاد مؤشر أسواق الدول الناشئة إلى نسبة ضعيفة وهي بمعدل 0.6 في المائة سنوياً. ومن جانب آخر فمنذ بداية العام 1989 وحتى نهاية العام 2009 نما الاقتصاد الأمريكي بوتيرة أبطأ بكثير سنوياً بنسبة 5% في حين أن مؤشر الأسواق الناشئة أعاد النسبة الخاصة بالولايات المتحدة إلى 9% . وعليه ينبغي على المستثمرين أن يبدوا اهتماماً بتوقعات المحللين من أجل مراقبة ارتفاع أو انخفاض النمو الاقتصادي لبلد ما.
3- التقويم: يلعب التقويم على المدى البعيد دوراً مهماً في التحكم بأسعار الأسهم في أي بلد وذلك بحسب البروفسور جيه ريتر أستاذ التمويل في جامعة فلوريدا .
ويستخدم مضاعف ربح الأسهم لتقويم الأسهم . وبمتابعة نسب مضاعف ربح الأسهم يمكن متابعة وضع الأرباح حسب التسلسل الزمني كما أن المقاييس التي تتبع النسب المتوقع لمضاعف ربح الأسهم يمكن أن تؤدي إلى توقع المكاسب. ويمكن لهذه المقاييس أن تساعد على كشف كيف يمكن أن يبدو السهم رخيصاً أم باهظاً. ومن أهم المقاييس المتداولة أو المعروفة للأسعار في سوق الأسهم الأمريكية هي مضاعف نسبة الأسهم لشركة شيللر التي تقسم مستوى ستاندارد أند بورز 500 عن طريق معدل الأرباح لستاندارد أند بورز خلال السنوات العشر الماضية .
4- الزخم: على الرغم مما يجري في العالم الاقتصادي أو في إطار أساسيات شركة خاصة فإن المستثمرين سيتداولون الأسهم في لحظات الزخم . يقول ستيف كوتشيارو مؤسس شركة "ويندهيفن" وهي مجموعة استشارية استثمارية ومقرها مدينة بوسطن الأمريكية إن المستثمر مراراً ما يقوم تحت تأثيرات حالة نفسية بدفع الأسهم إلى مستويات سعرية تصاعدية وزيادة على القيمة العادلة للسهم ويمكن أن يتم حدوث ذلك على امتداد فترة طويلة حتى يتم التوصل في النهاية إلى تصحيح. وعلى العكس يأتي وقت تتراجع فيه أسعار الأسهم.
5- نشاط البنك المركزي: يرغب المستثمر عادة بالاستثمار في بلد ما يخفض فيه البنك المركزي من أسعار الفائدة. وفي حين تبقى أسعار الفائدة من الناحية الافتراضية صفراً في الولايات المتحدة فإن بلدانا أخرى تضطر إلى زيادة أسعار الفائدة بسبب مخاوف من التضخم. وبينما يبدو النمو الاقتصادي مفيدا بالنسبة لأسعار الأسهم فإن النمو المبالغ فيه يمكن أن تكون له آثار سلبية في الواقع. وفي الوقت الذي تنمو فيها اقتصاديات بلدان مثل الصين والبرازيل بوتيرة متسارعة تبدأ هذه الاقتصاديات بالإحماء الزائد عند ذلك ستتضاعف الضغوط التضخمية وعقب ذلك يرى البنك المركزي أنه لا يرغب في الوقوع في أسر التضخم الذي قد يجعله غير قادر على كبح جماحه. ولذلك يبدؤون في زيادة أسعار الفائدة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق