يقال إن الحياة تمضي، وكذلك أسواق الأسهم. وقد يعكس سوق الأسهم الانكماش الاقتصادي أو إشارات الضعف الآتية من دول العالم، أو التضخم المالي الكبير، ولكن ما يبقى بدون تغيير هو جلسة التداول التي تستمر ست ساعات، ومجرد فكرة الربح السهل تجعل مفهوم الاستثمار في الأوراق المالية مقبولا في العالم بأسره.
وكلما زادت المخاطرة، كلما زاد العائد المتوقع، وكل انخفاض يمثل فرصة استثمارية، فيما يدل كل ارتفاع على ازدياد الاستثمارات.
إنه هوس "المال السريع" الذي يجعل المرء يميل إلى تجنب اتخاذ إجراءات صغيرة ولكنها غاية في الأهمية قبل الإقدام على الاستثمار. لقد ازداد الفضول وجنون الاستثمار في الأسواق المالية، ولكن مستوى الحذر لم يرتفع، وفي النتيجة، فحتى قبل أن يعلم المستثمر نوع الاستثمار الذي دفع ماله مقابله، يكون قد خسر دخلا كان حققه في عمر كامل.
ما هي، إذا، أخطاء الاستثمار الأكثر شيوعا؟ لنلق نظرة:
نسبة الخطر إلى العائد: إن سوء فهم نسبة الخطر إلى العائد من أكثر الاخطاء انتشارا والتي يذهب المستثمرون ضحايا لها. تقول أرخانا بينغاردي، المخططة المالية المرخصة: "إن العائد الأعلى مرتبط بالمخاطرة الأعلى، والاستثمار بدون فهم هذا التناسب يقود إلى الخسارة". وعلى سبيل المثال، فبعد استثمار 100 روبية والاحتفاظ بها لمدة سنة، إذا كان المستثمر يتوقع ربحا مقداره 30-40%، يعتبر من غير الواقعي الحصول على مثل هذا العائد بدون المخاطرة بالمال أو مضاعفة المبلغ المستثمر.
وفي مثل هذه الحالة من الأفضل أن يستعين المستثمر بالإرشاد المهني، لأن المهنيين يملكون مهارات فهم الاستثمارات ورصدها، ومع أنهم سيتقاضون بعض الأجر، إلا أنهم يوفرون على المستثمر الأضرار التي يمكن أن يلحقها باستثماراته.
المخاطر الخفية: إن الاستثمار في سندات الدين يكمن فيه خطر خاف. وتبين بينغاردي قائلة إن الاستثمار في وديعة ثابتة بفائدة مقدارها 9% خاضع لضريبة قد تصل إلى نحو 31% من العائد في الشرائح الضريبية العالية، ما يخفض الربح الصافي إلى 6.2%، وهو ما يؤدي إلى تآكل الثروة لارتباطه بخطر عدم تحصينها من التضخم المالي والذي ينمو بوتيرة أسرع بكثير. وهناك العديد من المستثمرين الذين يتطلعون إلى ربح مضمون ولكنهم يجهلون وجود هذا الخطر الخافي.
عدم التنوع: أن المحفظة الاستثمارية المركزة هي المحفظة التي يستثمر أصحابها أموالا كثيرة في فئة معينة من الأصول. تقول بينغاردي: "إن تركيز المحفظة على سندات الدين لن يمكّن المال من النمو، كما أن كثرة التركيز على فئة بعينها من الأوراق المالية الأخرى قد تجعلك في حالة طوارئ عند الأزمات المالية". وبعبارة أخرى، على المستثمر توزيع المخاطر على عدة أنواع من الاستثمارات بدلا من استثمار كل أمواله في شركة واحدة. وقد يقول قائل إن ذلك من شأنه الحد من الربح، ولكنه في الوقت نفسه يحد من خسائر المستثمر، لذلك فمن الحكمة تنويع استثماراتك.
ومن بين وسائل تنويع المحفظة الاستثمارية الاستثمار في الصناديق المشتركة التي تستثمر بدورها في مزيج من الاستثمارات يختاره المستثمر.
الاستثمار اعتمادا على حالة السوق والنصائح: نرى المرة تلو الأخرى كيف يقوم المستثمرون باستثمار أموالهم بحسب اتجاه السوق أو معتمدين على نصائح الأصدقاء أو الأقرباء أو وسائل الإعلام. وتقول بينغاردي: "يختار بعض المستثمرين استثماراتهم معتمدين على قائمة عشر أسهم ناجحة وما حققته فيما مضى، ولكنهم لا يدركون أن أحوال السوق تتغير بتغير الأوضاع الاقتصادية ووجهة نظر مدير الصندوق أو تغيير المدير، وقد لا تتحقق تطلعاتهم في الاستثمارات التي اختاروها"، وعليه، فمن الحيوي أن يقوم كل مستثمر بدراسة السوق بتعمق قبل اتخاذ القرار بالاستثمار في هذا السهم أو ذاك. وتذكروا أن العجلة من الشيطان.
انعدام الرصد المنتظم: تقول أرخانا بينغاردي إنه من الأمور الحاسمة بالنسبة لأي مستثمر رصد استثماراته بانتظام، لأن عدم القيام بذلك قد يعرضه لتفويت الفرص والعوائد.
تفادي الإرشاد المهني
توقيت السوق: إنه من أكثر أخطاء المستثمرين شيوعا، حيث على المستثمر التمييز بين الاستثمار طويل الأجل والاستثمار قصير الأجل، ولكن العديد من مستثمري المدى البعيد لا يميزون بين الاثنين ولا يسحبون أموالهم حين تكون السوق في أوجها لإعادة الشراء وهي في الحضيض. لذلك، فإنهم لا يواجهون خطر الخسائر على المدى القصير، بل إنهم يتنازلون عن عوائد استثماراتهم طويلة الأجل.
عدم وضوح الأهداف المالية: كثيرا ما يسلك المستثمر سلوك القطيع، متجاهلا مفهوم شهية المخاطرة الذي يختلف باختلاف الأفراد. وتقول بينغاردي: "إن المستثمرين، بسعيهم لإرضاء صديق أو قريب يعرض عليهم بعض المنتجات الاستثمارية، يكونون غير آبهين بجدية الاستثمار ولا يحاولون إيجاد صلة بين الاستثمار وهدفهم المالي". وبعد كل ما تقدم، وفي نهاية المطاف، يجد المستثمر دائما التوازن بين المخاطرة والمكافأة، ولا أحد يحصل على أفضل ما يمكن من كلا النقيضين، ويجب أن يكون هذا هو الأمر الحاسم الذي لا يحدد نوع الاستثمار، بل كذلك كيفية القيام به.
0 التعليقات :
إرسال تعليق