في آذار (مارس) ذكر أن "أرامكو" زادت استيراد الوقود لتلبية الطلب في المملكة، وذكر أيضاً عن صندوق الموارد البشرية قول أحد مسؤوليه أن المملكة تدفع أكبر مكافأة في العالم للعاطلين، وقبل ذلك ذكر وزير البلديات أن هناك فتوى بعدم جواز سن رسوم على الأراضي، وذكر أن المجلس الاقتصادي الأعلى سيترأس لجنة لدراسة أوضاع سوق وشركات الأسمنت، وأخيراً هناك حديث محموم في أوساط كثيرة عن دور الشركات الصغيرة والمتوسطة.
حاولت أن أتلمس الأرضية والعوامل الرابطة بين هذه التطورات وفرز الثابت والمتحرّك فيها والعاجل والآني والتنموي والترقيعي والمطلق والنسبي والعام والمحدّد، ولكن فشلت عدا أن أصف الحالة بالمراهقة الاقتصادية. تذكرنا المراهقة بالشطحات في التفكير والتصرُّف والأخطار أكثر المراحل صعوبة في قراءة الأشخاص هي مرحلة المراهقة، وذلك أيضاً ينطبق على حالة الاقتصاد السعودي.
في مقال جدير بالقراءة لري داليو (رئيس شركة بردج واتر أسوسيتس) حول أسباب نجاح وفشل الدول اقتصادياً لم أجد ما يشخص الحالة السعودية في سلم النجاح والانحدار، نظراً لتداخل المراحل الذي فرضته ثروة النفط الطارئة. فاقتصادنا متقدم من ناحية استهلاكية ومتأخر من ناحية إنتاجية، واقتصادنا كبير من ناحية رقمية ولكنه صغير من ناحية المضمون والمحتوى الأهم: المعرفة الفنية والعمق التنظيمي، هناك توجّه تعليمي واضح، ولكننا نستقدم في الغالب الأقل تعليمياً، وأخيراً نصدر طاقة لتمويل كل شيء ثم نضيع الطاقة بدون حساب.
وهذه حال المراهق يريد كل شيء ومستعد لعمل الكثير ولكنه لم يحدّد أولوياته، تنتابه موجات من الثقة بالنفس تليها هواجس من نصائح الكبار، وخاصة الوالدين، فهو هنا وهناك. يريد تعظيم المتعة، ولكنه ليس بدون عقل حيث يعي بعض المخاطر.
حياة المراهق مليئة بأنصاف المعارف وبعض المخاطر وأشباه الحلول. هذه التوجهات والإرهاصات فترة استعداد لانطلاقة إيجابية أو سلبية.
لدى المراهق ثلاثة تحديات أولها التشبث بالتعليم، وثانيا الابتعاد عن الضياع، وثالثا صفاء الذهن والبحث والتعرُّف على روابط الحياة لتأسيس قاعدة انطلاق. أيضاً للإدارة الحصيفة في حالة المملكة ثلاثة تحديات أولها مركزية التخطيط في التفكير وليس دوراً تنسيقياً كما ذكر الوزير، ثانياً الوعي بالروابط المكونة لبرنامج تنمية حقيقي، وثالثاً إدخال النظام الضريبي تدريجياً، لعل أهمها التشديد على الروابط بمعناها الفني اقتصادياً لكي يبدأ الجسم الاقتصادي في حركة واحدة متماسكة.
عدم القدرة على إيجاد روابط واضحة بين هذه الخطوات لتأسيس قاعدة انطلاق تنموية تعبيراً عن حالة من المراهقة الاقتصادية. الخيط بين هذه التحديات واضح وجلي إلا للمراهق اقتصاديا.
فالسكن المعقول يزيد من الارتباط بين المواطن وبلاده، وبدون تسعير الطاقة لا يمكن أن ترتفع الكفاءة الاقتصادية، وبدون الكفاءة الاقتصادية لن تستطيع أن تفرق بين الكفء والمنتج وبين المقصر والمستغل، وبدون سياسة بشرية نشطة لن تكون هناك سياسة طاقة بشرية دافعة ومتجددة. يا ترى هل نحن بحجم تحدي حالة المراهقة؟
الكاتب :- فواز حمد الفواز
حاولت أن أتلمس الأرضية والعوامل الرابطة بين هذه التطورات وفرز الثابت والمتحرّك فيها والعاجل والآني والتنموي والترقيعي والمطلق والنسبي والعام والمحدّد، ولكن فشلت عدا أن أصف الحالة بالمراهقة الاقتصادية. تذكرنا المراهقة بالشطحات في التفكير والتصرُّف والأخطار أكثر المراحل صعوبة في قراءة الأشخاص هي مرحلة المراهقة، وذلك أيضاً ينطبق على حالة الاقتصاد السعودي.
في مقال جدير بالقراءة لري داليو (رئيس شركة بردج واتر أسوسيتس) حول أسباب نجاح وفشل الدول اقتصادياً لم أجد ما يشخص الحالة السعودية في سلم النجاح والانحدار، نظراً لتداخل المراحل الذي فرضته ثروة النفط الطارئة. فاقتصادنا متقدم من ناحية استهلاكية ومتأخر من ناحية إنتاجية، واقتصادنا كبير من ناحية رقمية ولكنه صغير من ناحية المضمون والمحتوى الأهم: المعرفة الفنية والعمق التنظيمي، هناك توجّه تعليمي واضح، ولكننا نستقدم في الغالب الأقل تعليمياً، وأخيراً نصدر طاقة لتمويل كل شيء ثم نضيع الطاقة بدون حساب.
وهذه حال المراهق يريد كل شيء ومستعد لعمل الكثير ولكنه لم يحدّد أولوياته، تنتابه موجات من الثقة بالنفس تليها هواجس من نصائح الكبار، وخاصة الوالدين، فهو هنا وهناك. يريد تعظيم المتعة، ولكنه ليس بدون عقل حيث يعي بعض المخاطر.
حياة المراهق مليئة بأنصاف المعارف وبعض المخاطر وأشباه الحلول. هذه التوجهات والإرهاصات فترة استعداد لانطلاقة إيجابية أو سلبية.
لدى المراهق ثلاثة تحديات أولها التشبث بالتعليم، وثانيا الابتعاد عن الضياع، وثالثا صفاء الذهن والبحث والتعرُّف على روابط الحياة لتأسيس قاعدة انطلاق. أيضاً للإدارة الحصيفة في حالة المملكة ثلاثة تحديات أولها مركزية التخطيط في التفكير وليس دوراً تنسيقياً كما ذكر الوزير، ثانياً الوعي بالروابط المكونة لبرنامج تنمية حقيقي، وثالثاً إدخال النظام الضريبي تدريجياً، لعل أهمها التشديد على الروابط بمعناها الفني اقتصادياً لكي يبدأ الجسم الاقتصادي في حركة واحدة متماسكة.
عدم القدرة على إيجاد روابط واضحة بين هذه الخطوات لتأسيس قاعدة انطلاق تنموية تعبيراً عن حالة من المراهقة الاقتصادية. الخيط بين هذه التحديات واضح وجلي إلا للمراهق اقتصاديا.
فالسكن المعقول يزيد من الارتباط بين المواطن وبلاده، وبدون تسعير الطاقة لا يمكن أن ترتفع الكفاءة الاقتصادية، وبدون الكفاءة الاقتصادية لن تستطيع أن تفرق بين الكفء والمنتج وبين المقصر والمستغل، وبدون سياسة بشرية نشطة لن تكون هناك سياسة طاقة بشرية دافعة ومتجددة. يا ترى هل نحن بحجم تحدي حالة المراهقة؟
الكاتب :- فواز حمد الفواز
0 التعليقات :
إرسال تعليق