المتابع للأسواق العالمية يلاحظ كيف أن صدور تقرير البطالة أو إنتاجية المصانع تعلن صباحا وتوثر مباشرة بالأسواق المعنية يوم الإعلان سواء بالايجابية أو السلبية حسب طبيعة الخبر.
في الأسواق الناشئة وبوجه الخصوص أتكلم عن سوق المال السعودي الخبر الايجابي والسلبي عند الإعلان يكون بالغالب تأثيرهما سلبا فإذا كان الخبر سلبيا زادت حدت السلبية بسبب ردة فعل من خفي عليه الخبر وان كان الخبر ايجابي لم يتفاعل سواء السهم أو مجمل السوق مع الخبر وقت الإعلان بسبب واضح يدركه الجميع وهو انتشار الخبر وتسربه قبل صدوره لدى شريحة معينه ومؤثرة بالسوق أو بحركة السهم المعين.
وخلال فترة طويلة قياسا على عمر سوق المال كنت الحظ ذلك كثيرا حيث يبدأ سهم معين بالارتفاع وزيادة الكميات لفترة من الأيام بل قد تمتد إلى أسابيع ثم بعدها يصدر خبرا ايجابيا عبر وسيلة إعلامية أو من خلال إعلانات تداول بعد الخبر تجد ردة فعل السهم عكسية بالرغم من ايجابية الخبر لان السعر استفاد من الخبر قبل صدوره فتبدأ عملية تصريف للسهم على صغار المتداولين الذين يأملون بالاستفادة من هذا الخبر بفروقات سعريه وهم بالغالب لايعرفون الخبر إلا وقت الإعلان ولكن دون جدوى تجد السهم يعود إلى أدنى من سعره السابق للإعلان.
الصورة الثانية تجد سهم يهبط وبكميات تداول عالية أيام أو أسابيع بدون مبرر مالي أو فني بسبب تسرب خبرا سلبيا حول وضع الشركة استفاد منه قليل من المتداولين وقاموا بالتخلص من اغلب الكميات وبهدوء تام قبل صدور الخبر وعند إعلان الخبر رسميا يهب الكثير من المتداولين لمحاولة التخلص من جزء من أسهمهم بعد فوات الأوان يقوم الكبار بالتقاطها بهذه الأسعار ومن ثم معاودة رفع السهم مرة أخرى .
في الأسواق الأمريكية والأوربية الخبر يعلن صباحا قبل افتتاح الأسواق وبمجرد الافتتاح تتفاعل الأسهم أو السوق بأكمله مع الخبر إيجابا أو سلبا حسب الخبر… إنها ” الشفافية ” ومحاسبة من يسرب الأخبار محاسبة شخصية وقانونية.
لذلك دائما أقول وقت الإعلانات راقب اغلاقات سهمك وكمياته مقارنه بالأسبوع الرابع قبل الإعلانات لتتعرف على طبيعة الخبر قبل صدوره وفوات الأوان فحركة السهم إذا لم يكن لها مبرر فني بالنزول أو الهبوط المتواصل وبكميات هي حقيقة تسرب الخبر للبعض دون الكل .
الكاتب:- صالح الروضان
0 التعليقات :
إرسال تعليق