الحقيقة اننى اجد تشابها كبيرا فى اسلوب هؤلاء المستثمرين والمضاربين بالرغم من اختلاف الاماكن الا انك تجد – وللاسف – هذا التشابه الغريب او السلوك الخطأ …!!
وهذا يعنى ان الثقافة المسيطرة على سلوك المتعاملين فى اسواق المال لدينا هو سلوك خطأ ينبغى عليهم تقويمه وعلاجه وتصحيحه …!!
وارجو من اخوانى القراء ان يتفهموا ان ما اذكره ليس قواعد جامدة او نظريات ثابتة فلكل قاعدة استثناء ولكل نظرية تجاوز قد يختلف وضعها نتيجة اختلاف الظروف والاحوال والاوقات ..!!
ونبدأ بذكر بعض هذه الاخطاء على سبيل المثال:
1- أن تترك أسهمك الرابحة حتى تخسر ..!!
عندما تبيع أحد أسهمك من أجل الربح ينتابك شعور بأنك لو احتفظت به لفترة أطول لتحقق لك المزيد من المال! وهكذا فقد يحقق البعض أرباحا هائلة في سوق الأسهم ثم يبقون مترقبين مكتوفي الأيدي في حين تتلاشى جميع أرباحهم.. وهؤلاء ينكرون أن العديد من الأسهم المفضلة سوف تعود ثانية إلى ما كانت عليه من سعر معادل، وبعضهم يفقد بسبب هذا الاعتقاد أرباحهم، وربما أيضا جزءا من استثماراتهم الأصلية.
وبطبيعة الحال فإن تحقيق أرباح ثم خسارتها بالكامل أكثر ألما من عدم تحقيق أية أرباح. ومثال ذلك سهم إريكسون (شركة الاتصالات السويدية) حيث كان من الممكن شراء سهمها بعشرين دولارا في عام 1998 وبعد عام انطلق السهم ليصل إلى تسعين دولارا، وبقي الكثيرون ينتظرون المزيد من الارتفاع.. ولكن في عام 2002 هبط السهم إلى أقل من دولار واحد !!
وإذا كان لديك أحد الأسهم الرابحة فربما تعتقد أنه من الجنون أن تخرج من السوق مبكرا.. فماذا تفعل؟ هناك أسلوب يسمى أسلوب البيع التراكمي، أو خطة 30-30 ، وخلاصتها هي أنه إذا ارتفعت أسهمك بما يزيد على 30% فعليك بيع 30% من الأسهم التي تملكها. وهكذا ترضي الإحساسين التوأمين بداخلك، وهما: الخوف والطمع ..!!
2 – أن تشعر بارتباط نفسي بعوائد أسهمك..!!
إن عدم القدرة على التحكم في المشاعر هو السبب الرئيسي لتجنب الكثيرين الاستثمار في سوق الأسهم. فعند استثمار مبالغ كبيرة تجد أن المستثمر غالبا تنتابه مشاعر كثيرة تدفعه إلى اتخاذ القرار الخطأ.
وعموما فإن زيادة حساسيتك تجاه استثماراتك مؤشر على أنك ستخسر جانبا منها. هناك مشكلة شائعة تصيب من ذاق طعم النجاح في السوق وهي الثقة الزائدة، ولا نقصد الثقة المتوازنة فهي ضرورية للاستثمار الناجح، وإنما نقصد الغرور الذي يؤدي إلى الخطر. فقد يكون من أسباب انهيار سوق الأسهم أن الكثير من المساهمين حققوا الكثير من المكاسب فصاروا يعتقدون أنهم عباقرة، في حين أن ما جعلهم يكسبون ليست عبقريتهم وإنما هي السوق المنتعشة التي تثير فيهم الطمع، وإذا اجتمع الطمع مع الثقة الزائدة فإن المستثمر يفقد القدرة على التفكير السليم ..!!
إن بعض المساهمين يشعرون بالأمل في الوقت الذي يجب أن يشعروا فيه بالخوف، ويشعرون بالخوف في الوقت الذي يجب أن يشعروا فيه بالأمل .!!
إن أكثر المتعاملين والمستثمرين أرباحا هم الذين ليس لديهم ارتباط عاطفي بالأسهم التي يشترونها، وهم لا يعتمدون على الخوف أو الطمع أو الأمل عند اتخاذ قرارات التعامل، بل ينظرون فقط إلى البيانات الفنية والأساسية ويعرفون مؤشرات الاسواق والاسهم والمتغيرات الاقتصادية والسياسية لاسواقهم .!!
3 – أن تراهن بجميع أموالك على نوع أو نوعين من الأسهم..!!
من المشاكل في عالم الأسهم أن معظم الناس ليست لديهم الأموال الكافية للاحتفاظ بمحفظة متنوعة على نحو سليم، وكقاعدة عامة يجب أن لا يمثل نوع واحد من الأسهم أكثر من 20 بالمائة من حجم محفظتك. وعلى الرغم من أن التنوع يحد من أرباحك المتزايدة إلا أنه يحميك أيضا في حالة الأداء السيئ لأحد استثماراتك او اسهمك .!! وهذا ما تفعله اغلب الصناديق الاستثمارية والتى يديرها اشخاص مؤهلون .!!
فإذا شعرت أنك مضطر لوضع جميع أموالك في نوع واحد أو نوعين فقط من الأسهم فعليك شراء أسهم في الشركات المتحفظة التي تنخفض نسبة سعر أسهمها مقارنة بالأرباح ، فهي تزيد من عوائدها عن طريق توزيعات الأرباح السنوية او ربع السنوية ..
ولعل البعض يستثنى إذا كنت أحد المتعاملين في الأجل القصير (أو كنت مضاربا) فيشيرعليك كثيرا على نوع أو نوعين من الأسهم، فقد تحقق الكثير من المال. وعليك أن تتخصص بنوع من أنواع الاستثمارات حتى تصبح لديك فرصة أفضل لمعرفة أفضل وقت لشراء أو بيع أسهم هذا النوع. ومن الواضح أن هذه الاستراتيجية تناسب المضاربين أكثر من المستثمرين مع اخذ الحذر الكافى فى اختيار نوعية هذه الاسهم .
4 – اعتقادك أنك لا تستطيع أن تكون منظما ومرنا في نفس الوقت..!!
يعتقد البعض أن قلة التنظيم والمهارة هما السبب السبابان الرئيسان في أن معظم المستثمرين في الأسهم يخسرون، وهم على حق. فإذا كنت منظما فستكون لديك استراتيجية أو خطة. وبغض النظر عما تشعر به فسوف تلتزم باستراتيجيتك وخططك. إن التنظيم يعني أن تكون لديك المعرفة لتحدد ما يجب أن تفعله (الجانب الأسهل) والإرادة والشجاعة للقيام بما يجب عليك فعله (الجانب الأصعب). وهذا يعني أن عليك الالتزام باستراتيجيتك. وغالبا ما يحقق الالتزام بالقواعد نتائج جيدة مع المستثمرين الناجحين.
وعلى الرغم من أن المحترفين في السوق على حق حول الحاجة للنظام لتكون ناجحا، إلا أن عليك أيضا أن توازن ذلك مع جزء بسيط من المرونة.
وبعض المستثمرين يلتزمون بالاستراتيجية الخاصة بالأسهم بطريقة صارمة لدرجة أنهم لا يستجيبون للسوق عندما تتجه إلى عكس مصالحهم. والنظام أمر ضروري، ولكن يجب أن تكون واقعيا بدرجة كافية حتى يمكن تغيير استراتيجيتك وخططك وقواعدك خاصة إذا كنت تخسر أرباحك، ولكل قاعدة واستراتيجية استثناءات كما اسلفنا.
و يجب أن يكون المستثمر الحقيقي منظما ومرنا في آن واحد. و من الواضح أنك لست على علم بجميع المعلومات التي تحتاجها لكي تكون على صواب بنسبة 100% ويجب أن تتخذ أحد القرارات على أساس أفضل المعلومات المتوفرة لديك في ذلك الوقت، وسوف تخطئ مرات عديدة. كما يوجد العديد من الفجوات والأجزاء الناقصة أو المفقودة من المعلومات التي تجعلك تتساءل عما إذا كنت تتخذ القرار السليم.
فالخوف من الخسارة يمنع البعض من اتخاذ أي قرار على الإطلاق، ومع ذلك ينبغي عليك اتخاذ أحد القرارات..
هذه بعض الامور التى يجب على المستثمر اتباعها حتى يستطيع ان يحقق نتائج ايجابية فى استثمارته .. وهذه بعض الاخطاء التى يجب ان يتجنبها.
وقبل كل ذلك عليك العمل بالقول المأثور ( واستعن بالله ولا تعجز ).
مع تمنياتى للجميع بالتوفيق والاستفادة والبعد عن الخسائر
وهذه هى نصيحتى للمتداولين
الكاتب :- الدكتور جمال شحات
منقول للفائدة
0 التعليقات :
إرسال تعليق