إن المعلومات تتطابق مع أي شيء آخر في الطبيعة يحمل نمطاً رياضياً، لذا فإن فهم النمط يمكن أن يساعدنا على الإلمام بشكل أكبر بمعنى المعلومات.
وعندما نمعن النظر فيها، نجد أننا لا نقوم بالتداول أو الاستثمار في الأصول، وإنما في معلوماتها الذاتية، فهذه المعلومات هي التي تعطيها القيمة، وتعتبر العلاقة خطية بين المعلومات والقيمة، أي كلما ارتفعت نوعية المعلومات، ترتفع القيمة المتصورة في الأصول والعكس صحيح أيضاً، وعلى سبيل المثال، تكمن قيمة النفط في الخانات الرقمية (الأصفار والآحاد) للمعلومات في القيمة، ومن بين المعلومات التي تدفع أسعار النفط بعض التكهنات التي ترجح ارتفاع أسعار النفط إلى الأعلى، واحتمالات تفوق الطلب على العرض، وأن المستقبل سيحمل طابعاً تضخمياً، وهناك نظام مماثل للمعلومات يعمل أيضاً في أسواق الذهب والأصول الأخرى، ويشبه ذلك الحمض النووي الذي يحمل رمزاً مختلفاً، لكنه يتماثل في تركيب الجديلتين الحلزونيين.
ومع ذلك، لا يعرف المجتمع المعلومات على هذا النحو، فالجماهير من عامة الناس تعرف أن المعلومات هي تلك الأشياء التي يقومون بقراءتها في الصحف، وما يشاهدونه على شاشة التلفزيون، أو ما يطالعونه على المواقع المنتشرة شبكة الإنترنت، أي أن الأمر كله يتعلق بالخروح بنتيجة ما من هذه الفوضى، وتمثل الحقيقة المجردة هنا في أن البشر يعتقدون أن هناك بعض الخلل في المعلومات ظناً منهم أن اللبس يأتي مع الأخبار، وإذا كانت المعلومات تعمل لصالحنا، فسينظر إليها على أنها شيء عظيم، وإذا جاءت على شاكلة مغايرة، فإنه لا يمكننا تقبلها، وتعلمنا أن نتوصل إلى أقل من قدر من التوقعات اعتماداً على المعلومات.
وفي واقع الأمر، فإننا لا نعرف حتى مدى تأثير المعلومات على استثماراتنا، ولا مقدار ذلك التأثير، ونتصرف على نحو يشبه لعبة التخمين (الصواب والخطأ) عندما يتعلق الأمر باستخدام المعلومات من أجل التوصل إلى قرارات استثمارية، وندرك تماماً أن الفراشة الضعيفة يمكنها أن تخلق زوبعة في حقيبة استثماراتنا، ولكننا لا نستطيع تحديد حجم الضرر، ولا يمكن تقدير الوقت الذي تحتاج إليه الفراشة لتصل إلينا، إن المعلومات هي الفوضى بعينها، حيث نقوم بقراءتها واستيعابها جيداً في كل يوم من دون أن نرى حقاً أي وجود لهيكل فيها، وإذا كانت المعلومات تسبب التخمة لبريدنا الإلكتروني، يمكننا القيام بفرزها بالاعتماد على مربع الأولوية من «غوغل»، وحتى نتمكن من الوصول إلى المعلومات التي نحتاج إليها، نعتقد أننا بحاجة إلى إعطائها الأولوية، لكن قد يبقى من المتعذر علينا معرفة ما إذا كان ما نطلق عليها «المعلومات ذات الأولوية» مهمة حقاً لحاجاتنا الاستثمارية.
وإذا أمكننا مشاهدة أي نمط من المعلومات، نستطيع أن نوضح وجود نظام ما، أو ترتيب في المعلومات، وهذا لن يساعدنا فقط على استيعاب المعلومات بشكل أسرع، ولكنه يعمل أيضاً على تبسيط عملية الاستثمار، ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى اتباع نهج جديد في البحث، حيث قد نفهم من خلال ذلك النظام الكلي مع النظام الجزئي، إن المعلومات بمعناها التقني المقيد جداً، تمثل تسلسلاً مرتباً من الرموز، وكمفهوم عام، ينظر أيضاً إلى المعلومات على أنها نمط من نوع ما، لكن كيف تبدو صورة هذا النمط من المعلومات؟ إن كلمة inform أي «يبلغ» مشتقة من الفعل نفسه باللغة الفرنسية التي استقتها بدورها من اللغة اللاتينية، وتعني تقديم نموذج أو تكوين فكرة.
وحتى نتمكن من العثور على نمط معين من المعلومات، قمنا بالدخول إلى النسخة الإلكترونية من صحيفة «وول ستريت جورنال» على شبكة الإنترنت، وبدأنا في تبويب وفهرسة الكلمات وإحصاء وتيرة استخدامها، وعلى سبيل المثال، كم مرة تكررت كلمة «الشرق الأوسط» في قسم الشرق الأوسط في صحيفة «وول ستريت جورنال»؟ وجدنا أنها تكررت 7 مرات، لذا فإن مرجع «الشرق الأوسط» تكرر 7، وأجرينا العملية نفسها على الدولار (مرة واحدة)، وانتعاش (3 مرات)، والنمو (3 مرات)، والخليج (4 مرات) والانخفاض (4)، وآسيا (7)، والشرق الأوسط (7)، والنفط (9)، وشركة بريتيش بتروليوم (10)، والأغذية (10)، والعالم (10)، والولايات المتحدة (14)، والمملكة المتحدة (16)، وإفريقيا (19)، وروسيا (24)، واليابان (43)، والصين (45) والهند (99 مرة).
وهل تعرفون الحقيقة التي توصلنا إليها عندما عثرنا على هذا التكرار؟ لقد حصلنا على منحنى أسي، ووجدنا أن 20 بالمئة من المراجع استحوذت على 80 بالمئة من مجموع التكرار، أما الشيء الغريب كما قد يبدو فهو أنه عندما قمنا بعملية مماثلة مع صحيفة «الرؤية الاقتصادية»، فقد أمكننا التوصل إلى نتيجة مشابهة، وكانت المعلومات في منحنى يخلو من الذاكرة، لكنها كانت مرتبة وهرمية ومتناسبة وذات طابع هندسي وكسورية، بغض النظر عن طريقة النظر إليها، وسواء تم اللجوء إلى قناة للطقس أو قناة دينية، أو قناة للأسواق، أو قناة تعرض آخر صرعات الموضة، فإن المعلومات تتبع النمط نفسه.
وإذا كنت تعتقد أن هذا يبدو سحرياً وغير متوقع إلى درجة تشعر معها بالصدمة، ربما تشعر بالمفاجأة عندما تعرف أن عالم اللغويات والفلسفة الأمريكي جورج كنغسلي (1902 – 1950) قد قام بدراسة الوقائع الإحصائية في لغات مختلفة، ونجح في عرض منحنى قانون السلطة (بطريقة أسية) في استخدامنا للكلمات، وخرج بنتيجة فحواها أن الطابع الأسي يتكرر في كل مكان، ومع أن ذلك بدا فوضوياً، لكنه كان مرتباً في الواقع، وحتى وإن اتبعت المعلومات نظاماً معيناً، إلا أن ما مقداره 20 بالمئة من الأخبار يؤثر على 80 بالمئة من قراراتنا الاستثمارية.
ويعد الترتيب بمثابة طريقة أخرى للنظر إلى كل هذه الأخبار والمعلومات، فالأخبار الأكثر شهرة، والكلمات والأفكار الأكثر بحثاً تصل بالفعل إلى أعلى مستوى من الدورة المتحركة، ويأتي الأداء الحقيقي من الأخبار والمنطقة التي لا تستهدف في القراءة على نطاق واسع اليوم، وعلى سبيل المثال، تتم الإشارة إلى الشرق الأوسط بأدنى قدر ممكن، مقارنة بمختلف المناطق التي تستشهد بها صحيفة «وول ستريت جورنال»، ويكمن السبب هنا في أن الشرق الأوسط لا تزال تمثل مصدر الأخبار المحتملة للمستقبل، أما حقيقة الإشارة إلى الهند أكثر من غيرها، فتعود إلى أن الهند معرضة جداً لبعض المفاجآت السلبية في الفترة المقبلة.
وبناءً على ما تقدم، يمكننا القول، إن تفسير الأخبار هو علم ناشئ، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن نبدأ بتطوير المعلومات التي تستند إلى التحليلات، علماً بأن ذلك يبدأ من دليل يؤكد أن المعلومات تتبع شكل منحنى، ونمطاً رياضياً بصورة دائمة.
الكاتب :-موكول بال
وعندما نمعن النظر فيها، نجد أننا لا نقوم بالتداول أو الاستثمار في الأصول، وإنما في معلوماتها الذاتية، فهذه المعلومات هي التي تعطيها القيمة، وتعتبر العلاقة خطية بين المعلومات والقيمة، أي كلما ارتفعت نوعية المعلومات، ترتفع القيمة المتصورة في الأصول والعكس صحيح أيضاً، وعلى سبيل المثال، تكمن قيمة النفط في الخانات الرقمية (الأصفار والآحاد) للمعلومات في القيمة، ومن بين المعلومات التي تدفع أسعار النفط بعض التكهنات التي ترجح ارتفاع أسعار النفط إلى الأعلى، واحتمالات تفوق الطلب على العرض، وأن المستقبل سيحمل طابعاً تضخمياً، وهناك نظام مماثل للمعلومات يعمل أيضاً في أسواق الذهب والأصول الأخرى، ويشبه ذلك الحمض النووي الذي يحمل رمزاً مختلفاً، لكنه يتماثل في تركيب الجديلتين الحلزونيين.
ومع ذلك، لا يعرف المجتمع المعلومات على هذا النحو، فالجماهير من عامة الناس تعرف أن المعلومات هي تلك الأشياء التي يقومون بقراءتها في الصحف، وما يشاهدونه على شاشة التلفزيون، أو ما يطالعونه على المواقع المنتشرة شبكة الإنترنت، أي أن الأمر كله يتعلق بالخروح بنتيجة ما من هذه الفوضى، وتمثل الحقيقة المجردة هنا في أن البشر يعتقدون أن هناك بعض الخلل في المعلومات ظناً منهم أن اللبس يأتي مع الأخبار، وإذا كانت المعلومات تعمل لصالحنا، فسينظر إليها على أنها شيء عظيم، وإذا جاءت على شاكلة مغايرة، فإنه لا يمكننا تقبلها، وتعلمنا أن نتوصل إلى أقل من قدر من التوقعات اعتماداً على المعلومات.
وفي واقع الأمر، فإننا لا نعرف حتى مدى تأثير المعلومات على استثماراتنا، ولا مقدار ذلك التأثير، ونتصرف على نحو يشبه لعبة التخمين (الصواب والخطأ) عندما يتعلق الأمر باستخدام المعلومات من أجل التوصل إلى قرارات استثمارية، وندرك تماماً أن الفراشة الضعيفة يمكنها أن تخلق زوبعة في حقيبة استثماراتنا، ولكننا لا نستطيع تحديد حجم الضرر، ولا يمكن تقدير الوقت الذي تحتاج إليه الفراشة لتصل إلينا، إن المعلومات هي الفوضى بعينها، حيث نقوم بقراءتها واستيعابها جيداً في كل يوم من دون أن نرى حقاً أي وجود لهيكل فيها، وإذا كانت المعلومات تسبب التخمة لبريدنا الإلكتروني، يمكننا القيام بفرزها بالاعتماد على مربع الأولوية من «غوغل»، وحتى نتمكن من الوصول إلى المعلومات التي نحتاج إليها، نعتقد أننا بحاجة إلى إعطائها الأولوية، لكن قد يبقى من المتعذر علينا معرفة ما إذا كان ما نطلق عليها «المعلومات ذات الأولوية» مهمة حقاً لحاجاتنا الاستثمارية.
وإذا أمكننا مشاهدة أي نمط من المعلومات، نستطيع أن نوضح وجود نظام ما، أو ترتيب في المعلومات، وهذا لن يساعدنا فقط على استيعاب المعلومات بشكل أسرع، ولكنه يعمل أيضاً على تبسيط عملية الاستثمار، ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى اتباع نهج جديد في البحث، حيث قد نفهم من خلال ذلك النظام الكلي مع النظام الجزئي، إن المعلومات بمعناها التقني المقيد جداً، تمثل تسلسلاً مرتباً من الرموز، وكمفهوم عام، ينظر أيضاً إلى المعلومات على أنها نمط من نوع ما، لكن كيف تبدو صورة هذا النمط من المعلومات؟ إن كلمة inform أي «يبلغ» مشتقة من الفعل نفسه باللغة الفرنسية التي استقتها بدورها من اللغة اللاتينية، وتعني تقديم نموذج أو تكوين فكرة.
وحتى نتمكن من العثور على نمط معين من المعلومات، قمنا بالدخول إلى النسخة الإلكترونية من صحيفة «وول ستريت جورنال» على شبكة الإنترنت، وبدأنا في تبويب وفهرسة الكلمات وإحصاء وتيرة استخدامها، وعلى سبيل المثال، كم مرة تكررت كلمة «الشرق الأوسط» في قسم الشرق الأوسط في صحيفة «وول ستريت جورنال»؟ وجدنا أنها تكررت 7 مرات، لذا فإن مرجع «الشرق الأوسط» تكرر 7، وأجرينا العملية نفسها على الدولار (مرة واحدة)، وانتعاش (3 مرات)، والنمو (3 مرات)، والخليج (4 مرات) والانخفاض (4)، وآسيا (7)، والشرق الأوسط (7)، والنفط (9)، وشركة بريتيش بتروليوم (10)، والأغذية (10)، والعالم (10)، والولايات المتحدة (14)، والمملكة المتحدة (16)، وإفريقيا (19)، وروسيا (24)، واليابان (43)، والصين (45) والهند (99 مرة).
وهل تعرفون الحقيقة التي توصلنا إليها عندما عثرنا على هذا التكرار؟ لقد حصلنا على منحنى أسي، ووجدنا أن 20 بالمئة من المراجع استحوذت على 80 بالمئة من مجموع التكرار، أما الشيء الغريب كما قد يبدو فهو أنه عندما قمنا بعملية مماثلة مع صحيفة «الرؤية الاقتصادية»، فقد أمكننا التوصل إلى نتيجة مشابهة، وكانت المعلومات في منحنى يخلو من الذاكرة، لكنها كانت مرتبة وهرمية ومتناسبة وذات طابع هندسي وكسورية، بغض النظر عن طريقة النظر إليها، وسواء تم اللجوء إلى قناة للطقس أو قناة دينية، أو قناة للأسواق، أو قناة تعرض آخر صرعات الموضة، فإن المعلومات تتبع النمط نفسه.
وإذا كنت تعتقد أن هذا يبدو سحرياً وغير متوقع إلى درجة تشعر معها بالصدمة، ربما تشعر بالمفاجأة عندما تعرف أن عالم اللغويات والفلسفة الأمريكي جورج كنغسلي (1902 – 1950) قد قام بدراسة الوقائع الإحصائية في لغات مختلفة، ونجح في عرض منحنى قانون السلطة (بطريقة أسية) في استخدامنا للكلمات، وخرج بنتيجة فحواها أن الطابع الأسي يتكرر في كل مكان، ومع أن ذلك بدا فوضوياً، لكنه كان مرتباً في الواقع، وحتى وإن اتبعت المعلومات نظاماً معيناً، إلا أن ما مقداره 20 بالمئة من الأخبار يؤثر على 80 بالمئة من قراراتنا الاستثمارية.
ويعد الترتيب بمثابة طريقة أخرى للنظر إلى كل هذه الأخبار والمعلومات، فالأخبار الأكثر شهرة، والكلمات والأفكار الأكثر بحثاً تصل بالفعل إلى أعلى مستوى من الدورة المتحركة، ويأتي الأداء الحقيقي من الأخبار والمنطقة التي لا تستهدف في القراءة على نطاق واسع اليوم، وعلى سبيل المثال، تتم الإشارة إلى الشرق الأوسط بأدنى قدر ممكن، مقارنة بمختلف المناطق التي تستشهد بها صحيفة «وول ستريت جورنال»، ويكمن السبب هنا في أن الشرق الأوسط لا تزال تمثل مصدر الأخبار المحتملة للمستقبل، أما حقيقة الإشارة إلى الهند أكثر من غيرها، فتعود إلى أن الهند معرضة جداً لبعض المفاجآت السلبية في الفترة المقبلة.
وبناءً على ما تقدم، يمكننا القول، إن تفسير الأخبار هو علم ناشئ، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن نبدأ بتطوير المعلومات التي تستند إلى التحليلات، علماً بأن ذلك يبدأ من دليل يؤكد أن المعلومات تتبع شكل منحنى، ونمطاً رياضياً بصورة دائمة.
الكاتب :-موكول بال
0 التعليقات :
إرسال تعليق