تابع جديد المدونة عبر:

ما هي الأسهم التي يشتريها أباطرة المال في وول ستريت ؟

من أبرز ظواهر عالم الاستثمار هو الانصياع الأعمى لأي مقولة وتقليد أي عمل يصدران عن أباطرة المال مديري الاستثمارات الكبار الذين حققوا ثروتهم الهائلة من خلال نشاطهم في الأسواق المالية ليصبحوا وكأنهم الكهنة والمرشدين والمرجعيات العليا بنظر المستثمر الصغير.

يبدو سبب هذه الظاهرة وكأنه بسيط، حيث يعتقد المستثمر الصغير بأنه إذا كان أفضل مديري الاستثمارات قد اختاروا الاستثمار في سهم معين، فمن المنطق الافتراض بأنهم "يعرفوا شغلهم"، وبأن ما يعتبرونه مفيدا لهم، مفيد له أيضا. واعتمادا على هذا الافتراض تم قبل 8 أعوام إنشاء موقع gurufocus.com  الذي يتابع المحافظ الاستثمارية لما يزيد عن 100 من أولئك المرجعيات العليا، ومعظمهم مديرو أكبر صناديق التحوط في العالم والتي تتداول عشرات المليارات من الدولارات بل أكثر.

فهل تساءلتم يوما ما هو المركز الذي فتحه جورج سوروس، مثلا، على سهم "غوغل"؟ وميكروسوفت؟ ومن هو "الغورو" الذي ما زال مؤمنا بسهم RIMM ؟

 لنلق نظرة على أكثر الأسهم بيعا وشراء من الأباطرة خلال الأشهر الأخيرة، لنرى كم ربحوا أو خسروا:

عملاقة البرمجيات "مايكروسوفت" الذي قفزت أسهمها منذ سبتمبر أيلول الأخير بأكثر من 20% مفضلة من عدد غير قليل من الأباطرة، إذ قام 12 منهم بشرائها خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، منهم جورج سوروس وديفيد آينهورن.

كما يبرز على قائمة المستثمرين دونلد ياكتمان، مدير صندوق Yacktman الذي يقوم بإدارة ما قيمته نحو 12 مليار دولا، والذي يبلغ نصيب أسهم مايكروسوفت من محفظته الاستثمارية 1.04%، وقد ربح منها حتى الآن نحو 16%. وقد زاد ياكتمان في نهاية سبتمبر أيلول ممتلكات الصندوق من أسهم مايكروسوفت، معللا ذلك بأن "السهم رخيص والشركة تتمتع بدعم لنشاطاتها وتملك الكثير من المال نقدا"، ولذلك فهو يؤمن بجدوى الاستثمار فيها.

أما صندوق dodge&cox الذي يدير محفظة استثمارية قيمتها 70 مليار دولار، فقد اختار زيادة ما يملكه من تلك الأسهم بنسبة 18% خلال ديسمبر كانون الأول الماضي، ليبلغ نصيب أسهم مايكروسوفت من محفظة الصندوق 0.55%.  ويبلغ متوسط الربح الذي جناه الأباطرة من استثمارهم بسهم مايكروسوفت منذ أيلول نحو 17%، وكانوا قد امتلكوا السهم بسعر متوسط يبلغ 26 دولارا.

في الأيام الأخيرة وافق منظمو الأسواق المالية في الولايات المتحدة على امتلاك شركة "غوغل" لشركة "موتورولا" بمبلغ 12.5 مليار دولار، وهي صفقة يعتقد المحللون بأن من شأنها تقوية "غوغل" التي فقد سهمها منذ بداية السنة أكثر من 6% من قيمته.

ومع ذلك، فإن "الكهنة" أمثال جورج سوروس وجون غرينفن والذين امتلكوا السهم بسعر متوسط بلغ 552 دولارا خلال شهر سبتمبر أيلول قد حققوا ربحا مقداره 10% من استثمارهم، ومن بين ال 11 مرجعية الذين اختاروا الاستثمار في سهم غوغل، يبدو أن روبرت كار، مؤسس صندوق التحوط Joho Capital يبدي ثقة كبيرة جدا بالشركة، ومن المرجح أن سبب ذلك يعود إلى توسع أنشطة غوغل في مجال حوسبة السحاب، ولكنه أكثر ارتباطا بالمبالغ المالية التي تحتفظ بها غوغل نقدا والتي أصبحت تقدر ب 42 مليار دولار، علما بأن كومة الدولارات تزيد بما يتراوح بين 3 و 4 مليارات كل ثلاثة أشهر.

نشير هنا إلى أن كار يميل إلى فتح مراكز شراء لأسهم شركات مرتبطة بالتكنولوجيات الجديدة، حيث تبين لائحة النتائج الظاهرة على الموقع، أن الأسهم التي يمتلكها تعكس أفضل أداء من بين الأباطرة.

وقد خصص صندوق كار الذي يدير حوالي 500 مليون دولار ما لا يقل عن 7.3 من محفظته لأسهم غوغل. ويليه على هذه اللائحة جوليان روبرتسون، إمبراطور الاستثمارات المخضرم الذي كان كار أحد تلامذته، حيث زاد المركز الذي اشتراه بنسبة 17% خلال سبتمبر أيلول، ليبلغ مجموع أسهم غوغل في صندوق التحوط الذي يملكه، وهو صندوق  Tiger Management نسبة 1.11% من محفظته.


سهم ديزني سجل هبوطا حرا خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة 2011 بلغ 30%، بل سقط سعره في أكتوبر إلى 29 دولارا للسهم الواحد. وقد استغل هذا الضعف ثمانية من الأباطرة وأسرعوا إلى شراء السهم في سبتمبر بسعر متوسط قدره 34 دولارا، ورغم أنهم لم يكونوا قد تعرفوا على نقطة الحضيض، إلا أنهم قد حققوا عائدا مقداره 18% حتى الآن، يضاف إلى ذلك إعلان شركة ديزني في أواخر نوفمبر تشرين الثاني الماضي عن زيادة توزيعات أرباحها السنوية بنسبة 50%.

ومن بين "الكهنة" والمرجعيات الذين ربحوا من أسهم ديزني نخص بالذكر ميسون هوكنز الذي يدير صندوق  Southeastern Asset Management  منذ 37 عاما، والذي سجلت صناديق الاستثمار التي يديرها خلال ال 15 سنة الأخيرة عائدا سنويا متوسطا بنسبة 15%. وقد زاد صندوقه مؤخرا نصيب سهم ديزني من أمواله ليبلغ 1.07% من قيمة المحفظة الاستثمارية.

وقام أرنولد فاندبرغ بخطوة مماثفة حين قرر صندوق Century Management الذي يديره امتلاك أسهم ديزني بنسبة 0.73% من محفظته.  ولكن ثمة خسائر أيضا، فقد سجلت عملاقة السيارات الأمريكية فورد في سنة 2011 زيادة أخرى في نصيبها من سوق السيارات، وذلك للعام الثالث على التوالي، إضافة إلى تسجيلها لعشرة أرباع متتالية حققت فيها ربحا تشغيليا.

وقد قرر أربعة من الأباطرة، من بينهم رونالد مولنكامب الذي أفرز صندوقه Muhlenkamp Fund  5% من محفظته لسهم فورد، خلال شهر سبتمبر أيلول، بيع جميع مقبوضاتهم من سهم فورد، محققين ربحا نسبته 12%، ومع أن السهم قد بلغ في أكتوبر تشرين الأول نقطة حضيض مقدارها 9 دولارات للسهم الواحد، إلا أنه ارتفع منذ ذلك الحين بما لا يقل عن 34%.

وقد يكون الأباطرة-الكهنة-المرجعيات متفوقين في التعرف على الفرص والسوانح، ولكن من الواضح أن استثماراتهم لا تحقق لهم النجاح دائما، حيث تمثل الخسائر جزءا من روتين عملهم، فقد باع جورج سوروس على سبيل المثال خلال سبتمبر أيلول سهم "بوتاش" بخسارة 17% (مع أن السهم قد ارتفع سعره في الأثناء بنسبة 10%)، فيما ابتاع دونلد ياكتمان في سبتمبر سهم RIMM  فخسر 46% من استثماره، ولكنه في ديسمبر كانون الأول قرر زيادة مقبوضاته منه، معوضا بذلك خسارته بنحو النصف، حيث تبلغ نسبة الخسارة حاليا 23% فقط.

الكاتب    

0 التعليقات :

إرسال تعليق