لطالما كنت من مؤيدي خطط الادخار المنتظم. وشرعت شخصياً في الاعتماد على إحدى هذه الخطط بعد أسابيع قليلة من ولادة ابني، وسوف أبدأ في الاعتماد على خطة ادخار جديدة لابنتي التي ولدت منذ أيام قليلة.
إن عادة ادخار الأموال التي قد نحتاجها في ما بعد في حياتنا هي في الحقيقة عادة ينبغي تنميتها لدى الطفل في سن مبكرة، غير أنني أعتقد أن وضع خطة للادخار المنتظم من الأمور التي سيستفيد منها معظم الناس.
ومن بين مزايا شراء وحدات صناديق الاستثمار المشتركة من خلال خطة للادخار المنتظم هو التخلص من قدر كبير من الشعور الذي يكتنف العملية الاستثمارية، إذ نعرف جميعاً أن هناك شعورين رئيسين يقفان كالعدو في وجه المستثمر، ألا وهما: الخوف والجشع، فعندما ترتفع أسعار الأسهم في الأسواق أسبوعاً بعد أسبوع، يصبح من الصعب على الواحد منا أن يكبح نفسه من الانغماس في الاستثمار بأقصى طاقته.
وبالمثل، عندما يكون اليأس هو السائد في الأخبار، وتكون أسعار الأسهم رخيصة وغير مشجعة، فإنه من الصعب حينئذ استدعاء الشجاعة اللازمة للاستثمار. وبالنظر إلى أفضل فترات الاستثمار فإنها تميل إلى أن تكون خلال فترات الأزمات.
وقد نقول لأنفسنا حينها إننا سوف نعمد إلى الاستثمار في المرة المقبلة التي تكون فيها أسعار السوق عند حدها الأدنى. وعند حدوث ذلك نبدأ باختلاق الأعذار للإعراض عن الاستثمار. منذ أسابيع قليلة ماضية، كتبت مقالاً اقترحت فيه الاستثمار في الهند بعد الانخفاضات الكبيرة في أسعار الأسهم.
وبعد مرور بضعة أيام، اتضح فعلاً أن الوقت كان مناسباً للاستثمار هناك، إلا أنني أعتقد بأن قلة من المستثمرين قد قاموا بذلك فعلاً، نظراً لأن الأخبار المتدفقة في ذلك الوقت كانت غير مشجعة.
ولو كنت قد استثمرت في خطة للادخار المنتظم، لتمكنت من شراء وحدات رخيصة جداً أثناء الصيف، وفي الحقيقة يمكن شراء كثير من الوحدات الرخيصة بعد كل أزمة كبيرة. وفي مقابل كل 100 دولار تستثمرها شهرياً، يمكنك أن تشتري وحدات أكثر عندما تكون أسعار الوحدات رخيصة، وهو ما لا يمكن حدوثه في حال ارتفاع أسعار هذه الوحدات.
في الحقيقة، فإن أسلوب «تنمية رأسمال الاستثمار» يستند إلى هذه الحقيقة. وبكل بساطة، إذا كنت تستثمر بانتظام في صندوق استثماري من المنتظر أن يرتفع في وقت معين في المستقبل، فإنك سوف تحصد مكافآت كبيرة جراء تراكم وحدات استثمارية كثيرة جداً ورخيصة في أوقات انخفاض الأسعار.
وإذا اخترت الاستثمار في مخطط للمدخرات التأمينية، فإنك قد تحصل أيضاً على فائدة التمتع بحماية تأمينية طوال المدة التي تستثمر فيها.
ومن هنا ينشأ هذا التساؤل: من يمكنه الاستفادة من أسلوب «تنمية رأسمال الاستثمار»؟ وأجيب عن هذا السؤال بالقول: إن جميع الأشخاص تقريباً يمكنهم ذلك، وإذا كنت مغترباً تأمل في ادخار مال لتعود به إلى وطنك في ما بعد، فإن خطة الادخار المنتظم هي في الحقيقة الطريقة المناسبة لتلبية تلك الحاجة.
وبالطبع، إذا كان لديك هدف مالي معين تفكر فيه، مثل الزواج أو توفير مصاريف الدراسة أو زيادة مقدار المال الموجود في صندوق التقاعد الخاص بك، فإن خطة الادخار المنتظم هي الحل الأمثل لك.
وحتى إذا كنت مستثمراً جاداً يهوى التجارة في الأسهم العادية الفردية والعملات والسندات والسلع الأساسية، فإن خطة الادخار المنتظم في أحد الصناديق الاستثمارية يمكن لها أن تكون الأساس المتين الذي تبني عليه المحفظة الاستثمارية الخاصة بك.
يعتمد اختيار الصناديق الاستثمارية التي يعتزم الاستثمار فيها وفق خطة الادخار المنتظم على ظروفك الشخصية بشكل واضح، وكذا وضع المخاطر ذات الصلة وطول الوقت الذي يسبق احتياجك لاسترداد تلك الاستثمارات.
وأنا شخصياً سوف أستثمر لأطفالي في استثمارات مرتفعة المخاطر نسبياً، نظراً لأنها استثمارات طويلة الأمد، كما أن العقبات الحتمية سوف تعطينا الفرصة لشراء وحدات رخيصة. وهذا هو السبب الذي يدفعني للاستثمار في مختلف الصناديق الاستثمارية المخصصة في مناطق معينة، مثل الأسواق الناشئة والهند ودول مجلس التعاون الخليجي.
الكاتب:-آلان دورانت
إن عادة ادخار الأموال التي قد نحتاجها في ما بعد في حياتنا هي في الحقيقة عادة ينبغي تنميتها لدى الطفل في سن مبكرة، غير أنني أعتقد أن وضع خطة للادخار المنتظم من الأمور التي سيستفيد منها معظم الناس.
ومن بين مزايا شراء وحدات صناديق الاستثمار المشتركة من خلال خطة للادخار المنتظم هو التخلص من قدر كبير من الشعور الذي يكتنف العملية الاستثمارية، إذ نعرف جميعاً أن هناك شعورين رئيسين يقفان كالعدو في وجه المستثمر، ألا وهما: الخوف والجشع، فعندما ترتفع أسعار الأسهم في الأسواق أسبوعاً بعد أسبوع، يصبح من الصعب على الواحد منا أن يكبح نفسه من الانغماس في الاستثمار بأقصى طاقته.
وبالمثل، عندما يكون اليأس هو السائد في الأخبار، وتكون أسعار الأسهم رخيصة وغير مشجعة، فإنه من الصعب حينئذ استدعاء الشجاعة اللازمة للاستثمار. وبالنظر إلى أفضل فترات الاستثمار فإنها تميل إلى أن تكون خلال فترات الأزمات.
وقد نقول لأنفسنا حينها إننا سوف نعمد إلى الاستثمار في المرة المقبلة التي تكون فيها أسعار السوق عند حدها الأدنى. وعند حدوث ذلك نبدأ باختلاق الأعذار للإعراض عن الاستثمار. منذ أسابيع قليلة ماضية، كتبت مقالاً اقترحت فيه الاستثمار في الهند بعد الانخفاضات الكبيرة في أسعار الأسهم.
وبعد مرور بضعة أيام، اتضح فعلاً أن الوقت كان مناسباً للاستثمار هناك، إلا أنني أعتقد بأن قلة من المستثمرين قد قاموا بذلك فعلاً، نظراً لأن الأخبار المتدفقة في ذلك الوقت كانت غير مشجعة.
ولو كنت قد استثمرت في خطة للادخار المنتظم، لتمكنت من شراء وحدات رخيصة جداً أثناء الصيف، وفي الحقيقة يمكن شراء كثير من الوحدات الرخيصة بعد كل أزمة كبيرة. وفي مقابل كل 100 دولار تستثمرها شهرياً، يمكنك أن تشتري وحدات أكثر عندما تكون أسعار الوحدات رخيصة، وهو ما لا يمكن حدوثه في حال ارتفاع أسعار هذه الوحدات.
في الحقيقة، فإن أسلوب «تنمية رأسمال الاستثمار» يستند إلى هذه الحقيقة. وبكل بساطة، إذا كنت تستثمر بانتظام في صندوق استثماري من المنتظر أن يرتفع في وقت معين في المستقبل، فإنك سوف تحصد مكافآت كبيرة جراء تراكم وحدات استثمارية كثيرة جداً ورخيصة في أوقات انخفاض الأسعار.
وإذا اخترت الاستثمار في مخطط للمدخرات التأمينية، فإنك قد تحصل أيضاً على فائدة التمتع بحماية تأمينية طوال المدة التي تستثمر فيها.
ومن هنا ينشأ هذا التساؤل: من يمكنه الاستفادة من أسلوب «تنمية رأسمال الاستثمار»؟ وأجيب عن هذا السؤال بالقول: إن جميع الأشخاص تقريباً يمكنهم ذلك، وإذا كنت مغترباً تأمل في ادخار مال لتعود به إلى وطنك في ما بعد، فإن خطة الادخار المنتظم هي في الحقيقة الطريقة المناسبة لتلبية تلك الحاجة.
وبالطبع، إذا كان لديك هدف مالي معين تفكر فيه، مثل الزواج أو توفير مصاريف الدراسة أو زيادة مقدار المال الموجود في صندوق التقاعد الخاص بك، فإن خطة الادخار المنتظم هي الحل الأمثل لك.
وحتى إذا كنت مستثمراً جاداً يهوى التجارة في الأسهم العادية الفردية والعملات والسندات والسلع الأساسية، فإن خطة الادخار المنتظم في أحد الصناديق الاستثمارية يمكن لها أن تكون الأساس المتين الذي تبني عليه المحفظة الاستثمارية الخاصة بك.
يعتمد اختيار الصناديق الاستثمارية التي يعتزم الاستثمار فيها وفق خطة الادخار المنتظم على ظروفك الشخصية بشكل واضح، وكذا وضع المخاطر ذات الصلة وطول الوقت الذي يسبق احتياجك لاسترداد تلك الاستثمارات.
وأنا شخصياً سوف أستثمر لأطفالي في استثمارات مرتفعة المخاطر نسبياً، نظراً لأنها استثمارات طويلة الأمد، كما أن العقبات الحتمية سوف تعطينا الفرصة لشراء وحدات رخيصة. وهذا هو السبب الذي يدفعني للاستثمار في مختلف الصناديق الاستثمارية المخصصة في مناطق معينة، مثل الأسواق الناشئة والهند ودول مجلس التعاون الخليجي.
الكاتب:-آلان دورانت
0 التعليقات :
إرسال تعليق